للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بدٍم ويٍد في التصغير فإذا قلنا في تحقير من بعد التسمينة بها مُنَيُّ ومُنَيْنٌ (١) وجب أن يقل وزن من فِعْ ووزن كم على هذا فَعْ ووزن رب فعل فإذا خفقت فوزنها فُع وأسماء الأضمار جرت عندهم مجرى الحروف المفردة في أنها لا توزن ولو فعلنا بأنا ما فعلنا بمن لجاز أن نقول وزنه فعل إلا أن ذلك خروج من الباب ومن قال مثل هذ في أنا لزمه أن يقول أنَّ أنت وزنه فعْتَ لأن التاء إنما دخلت للمخاطبة وقد يجوز إذا أخرجنا أنا من الباب أن يقال وزنها فعى لأن بعض العرب قد قال أن بسكون النون في معنى أنا وهذا ما لا يصح حتى يخرج الحرف من الباب كما أن قائلًا إذا قال لك ما وزن قد في قولك قد قام فلان لم يصح أن تزنها له حتى تخرجها من الباب فيضطرك إلى زيادة فيها تصغير أو جمع


(١) ما هو على حرفين مما لا أصل له أو ما لا يعرف أصله مثل عن ومن وكم وأن الشرطية إذا سمى به ثم صغر يتمم فيُقال مني وكمي وأني وذلك أن هذه الحروف نقصت حرفًا وليس على نقصانها دليل من أي الحروف هو فتحمله على الأكثر وأكثر المحذوفات من الواو والياء. والواو ترجع في التصغير إلى الياء لاجتماعها مع ياء التصغير مثل أبي وأخي وبني فلما كانت تؤول إلى الياء جعلوا الزائد ياء من أول أمره نص على ذلك سيبويه ج ٢ ص ١٢٣ وابن يعيش في شرح المفصل ج ٥ ص ١١٩ والرضى في شرح الشافية ج ١ ص ٢١٨ والسيوطي في جمع الجوامع ج ٢ ص ١٨٧ ونقل عن ابن مالك وجهًا آخر وهو أن يضاعف الحرف الأخير من جنسه فيقال في من منين وعن عنين وهذا الوجه الثاني لا يتأتي فيما كان ثانية حرف علة مثل ما ولو وكي لأن المعتل يجب تضعيفه عند التسمية به قبل أن يصغر فلا يتأتى أن يزاد فيه حرف علة لغير التضعيف.