للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فأما أسماء الأضمار فجنسان متصلة ومنفصلة فالتاء في ضربت ليس لمدٍع أن يدعي أنها فاء من الفعل ولا عين ولا لام ولا أنها أُخذت من لفٍظ آخر فجعلت في هذا الموضع وكذلك أنا وأنت ما داما في باب الإضمار فلا يجوز أن يحكم عليهما بوزٍن كما لا يحكم أن تاء المتكلم هي التاء التي تلحق المضارع من ذوات الأربعة لأنها مضمونة ولا أن تاء المخاطب هي التاء التي تلحق المضارع المفتوح الأول لأنها مفتوحة (١) وكان واجبًا في حكم القياس أن يكون المنفصل في المضمرات بمنزلة المتصل لأنهم (٢) توصلوا إلى انفصاله بأن جعلوا عدته أكثر من عدة المتصل


(١) ذهب بعض المتقدمين إلى أن لفظ أن مركب من ألف أقوم ونون نقوم. وأنت مركب من ألف أقوم ونون نقوم وتاء تقوم وقد رد ذلك أبو حيان. جمع الجوامع ج ١ ص ٦٠
(٢) كذا في الأصل وظاهر سياق الكلام يدل على أن أصله. ألا أنهم توصلوا ... وقد قال بعض العلماء إنما أتى بالمضمرات كلها لضرب من الإيجاز واحترازًا من الإلباس. أما الإيجاز فظاهر لأنك تستغنى بالحرف الواحد عن الإسم بكمله فيكون ذلك الحرف كجزء من الإسم. وأما الإلباس فلأن الأسماء الظاهرة كثيرة الاشتراك فإذا قلت زبد فعل زبد جاز أن يتوهم في زيد الثاني أنه غير الأول وليس للأسماء الظاهرة أحوال تفترق بها إذا التبست وإنما يزيل الالتباس منها في كثير من أحوالها الصفات كزبد الطويل والرجل العالم والمضمرات لا لبس فيها فاستغنت عن الصفات لأن الأحوال المقترنة بها من حضور المتكلم والمخاطب وتقدم ذكر الغائب تغني عن الصفات وكان القياس أن تكون كلها متصلة لأنها أوجز لفظًا وأبلغ في التعريف وإنما أتى بالمنفصل لاختلاف مواقع الأسماء التي تضمر فبعضها يكون مبتدأ مثل أنت قائم أو هو كاتب والابتداء ليس له لفظ يتصل به الضمير فلذلك وجب أن يكون ضميره منفصلًا =