(٢) كذا في الأصل وظاهر سياق الكلام يدل على أن أصله. ألا أنهم توصلوا ... وقد قال بعض العلماء إنما أتى بالمضمرات كلها لضرب من الإيجاز واحترازًا من الإلباس. أما الإيجاز فظاهر لأنك تستغنى بالحرف الواحد عن الإسم بكمله فيكون ذلك الحرف كجزء من الإسم. وأما الإلباس فلأن الأسماء الظاهرة كثيرة الاشتراك فإذا قلت زبد فعل زبد جاز أن يتوهم في زيد الثاني أنه غير الأول وليس للأسماء الظاهرة أحوال تفترق بها إذا التبست وإنما يزيل الالتباس منها في كثير من أحوالها الصفات كزبد الطويل والرجل العالم والمضمرات لا لبس فيها فاستغنت عن الصفات لأن الأحوال المقترنة بها من حضور المتكلم والمخاطب وتقدم ذكر الغائب تغني عن الصفات وكان القياس أن تكون كلها متصلة لأنها أوجز لفظًا وأبلغ في التعريف وإنما أتى بالمنفصل لاختلاف مواقع الأسماء التي تضمر فبعضها يكون مبتدأ مثل أنت قائم أو هو كاتب والابتداء ليس له لفظ يتصل به الضمير فلذلك وجب أن يكون ضميره منفصلًا =