للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وليس موافقة (١) قولهم أنا لفظ أنىَ يأني (٢) وما كان نحوه بدليٍل على أنه مشتق وكذلك قولهم أنت مشابه قولهم أنت من الأنيتِ (٣) وهو نحو الطحير والضمير المنصوب جاٍر مجرى المرفوع فالكاف في ضربتك لا يجوز أن يحكم عليها بوزن ولا بأنها مأخوذة من شيء وإِياك جارية مجراها إلا أن إِياك مركبة من شيئين والكاف في ضربتك حرف واحد يسكن في الوقف ويحرك في الوصل فإذا سكن فهو شيء واحد وإذا


= وبعضها يتقدم على عامله مثل إياك وإياه أكرمت ولا يتأتى أن يؤتى بالضمير متصلًا مع تقديمه. وبعضها يفصل بينه وبين عامله مثل ما ضربت إلا إياه أو إياك ولا يمكن إتصاله مع إلا. ويدلك على صحة هذا أن الإسم المجرور لما كان عامله لفظيًا ولا يجوز تقديمه عليه ولا فصله عنه لم يكن له إلا ضمير متصل والضمير المتصل أقل حروفًا من المنفصل ومنه ما كان على حرف واحد كالتاء في قمت والكاف في أكرمك طلبًا للإيجاز والاختصار وأما المنفصل فلا يكون إلا على حرفين فأكثر لأنه منفرد عن غيره فهو بمنزلة الاسم الظاهر في استقلاله بنفسه وعدم افتقاره إلى ما يتصل به ولا يمكن إفراد كلمة على حرف واحد وإذا ثبت أن الغاية من الإتيان بالضمير الاختصار والإيجاز وأن المتصل أخصر كان النطق بالمتصل أوجز وأوفى بالغاية ولذلك لا يستعمل المنفصل في المواضع التي يمكن أن يقع فيها المتصل وتحقيق هذا المبحث في كتاب سيبويه ج ١ ص ٣٨٠ وشرح المفصل ج ٣ ص ١٠١ وجمع الجوامع ج ١ ص ٦٢.
(١) في الأصل موافقه
(٢) أي حان وأدرك
(٣) في الصحاح واللسان والتاج الأنيت الأنين أنت بأنت أنينًا وأنته الناس بأنتونه حسدوه فهو أنيت ومأنوت محسود والطحير النفس العالي والطحير من الصوت مثل الزحير أو فوقه والزحير إخراج الصوت والنفس بأنين عند عمل أو شدة. وقوله مشابه قولهم أنت أي مشابهه في لحروف فقط لأن أنت الضمير بكون النون وأنت الفعل بفتح النون إلا إذا كان مصدره جاءَ على فعل بفتح فسكون.