للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تحرك فهو شيئان حرف وحركة واحد الشيئين اللذين ركبت منهما إياك هو الكاف وحكمها في بنيتها لا في موضعها حكم الكاف في ضربتك (١) والشيء الآخر إيا وعددها أربعة أحرف لأن فيها تشديدًا يحكم على الحرف بأنه اثنان وقد خالفت المضمرات في الطول وذلك أنها لم تبلغ هذه العدة تقول هو فتجيء بها على حرفين واللغة الفصحى تحريك الواو ومن العرب من يُسكنُ الواو (٢) كما قال النظار الأسدي

كأنما هو حبشي مائلٌ ... عار عليه من تلادٍ هِدمان (٣)

وكلما طال الشيء قرب من الاشتقاق أعني من هذه الحروف التي وضعت للإضمار ولا أَمنع أن يشذ شيء من ذلك فأما إياك فخلافها قد وضح ومن زعم أن الكاف لا موضع لها كانت على قياس رأيه أبعد من الاشتقاق والوزن لأنها أَشد تحققًا بالمضمرات إذ كان المضمر لم تجر عادته أن يضافَ ومن زعم أن إياك مضافة فللسائل أن يسأله عن اشتقاقها كما


(١) لأن الكاف في ضربتك موضعها النصب وفي إياك لا محل لها عند الجمهور ومحلها الجر بالإضافة على قول
(٢) مذهب البصريين أن هو وهي أصلان وتزاد الميم والألف والنون في المثنى والجمع فيقال هما هم هن وقال أبو علي كلها أصول ولم يجعل الميم والألف والنون زوائد ومذهب الكوفيين والزجاج وابن كيسان أن الضمير من هو وهي الهاء فقط والواو والياء زائدان كالبواقي لحذفهما في المثنى والجمع. وقد تسكن الهاء منهما بعد الواو والفاء وثم واللام وهمزة الاستفهام وكاف الجر وقد تسكن الواو والياء وهي لغة قيس وأسد وقد تشددان وهي لغة همدان. وقد تحذفان للضرورة
(٣) حبشي أسود كأنه من الحبشة المائل القائم المنتصب والمائل اللاطئ بالأرض ضد والتلاد القديم والهدم الثوب الخلق المرقع وقبل الكساء البالي من الصوف دون الثوب