للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فمن قال أن أيًا فعلى وألفها للتأنيث فإنها تحتمل نوعين من الاشتقاق (١) أحدهما أن تكون من أوى فإذا كانت كذلك فأوى لها موضعان تكون من قولهم أويت إلى المنزل وتكون من قولهم أوَيت له أي رققت فإذا كان من أويت إلى المنزل جاز أن يعني بها النفس التي تأوي إلى الجسد وجاز أن يعني بها الجثة التي تأوي نفس الإنسان إليها وتكون من الباب الذي يسمى فيه الشيء بتسمية ما صاحبه أو جاوره (٢) كما يقال للإناء كأس وللخمر كأس وظعينة للهودج وظعينة للمرأة وكما سميت المرأة بيتًا لأنها في البيت تكون قال الشاعر:


(١) ذكرنا فيما سبق ستة مذاهب في أيا فقيل أنها الضمير وما بعدها دليل ما يراد به من متكلم أو مخاطب أو غيره وقيل أنها ضمير مضاف إلى ضمير وقيل وقيل .. وأيا على اختلاف هذه الأحوال ليست مشتقة من شيء .. وسئل أبو اسحق عن معنى قوله تعالى إياك نعبد ما تأويله فقال تأويله حقيقتك نعبد قال واشتقاقه من الآية التي هي العلامة قال ابن جني وهذا القول من أبي اسحق غير مرَضي لأن جميع الأسماء المضمرة مبني غير مشتق وقد قامت الأدلة على أن أبا اسم مضمر فيجب ألا يكون مشتقًا. وذهب أبو عبيدة وغيره إلى أنها مشتقة ثم اختلف هل اشتقاقها من لفظ أو من قوله فأو لذكراها إذا ما ذكرتها .. وقيل من الآية فتكون عينها ياء واختلف في وزنها فقيل إِفعل والأصل إِوْوَو اواوي وقيل فعيل إبوو أوإِوي وقيل فعول والأصل أوو. واوي وقيل فعلى والأصل اويا أو إِووي. وفيها سبع لغات قرئ بها تشديد الياء وتخفيفها مع الهمزة مكسورة ومفتوحة وإبدال الهمزة هاء مكسورة مع تشديد الياء وتخفيفها. ومفتوحة مع تخفيف الياء. والتشديد مع الكسر قراءة الجمهور هذا مجمل ما ذكره صاحب اللسان والصحاح وجمع الجوامع والتاج وزاد في القاموس إبدال الهمزة واوًا تقول وياك. وأبو العلاء ذكر وجوهًا واحتمالات أكثر من هذا كما ترى
(٢) أي من المجاز المرسل الذي علاقته المجاورة.