ومع قسوة كتاب الأعمدة اليومية والأسبوعية من أمثال أحمد بهاء الدين، ,أنيس منصور، ونجيب محفوظ، وعبد المنعم مراد- مع قسوتهم على المذيعين١ فإنهم لا يقسون على زملائهم في المهنة، الذين ينافسون المذيعين ورجال الإعلام المسموع في أخطاء اللغة -إن لم يكونوا يفوقونهم- مع تمتعهم بالميزات التي سبق أن ذكرتها. ومن ذلك ما كتبه أحمد بهاء الدين -شفاه الله- في عموده اليومي: يوميات في ١/ ٤/ ١٩٨٩: خلال رحلة الرئيس مبارك الماضية إلى أوربا أغرقنا المذيعون والمذيعات في التليفزيون بالنطق الخاطئ لأسماء أشهر الأماكن والعواصم والأشياء.. وبعض المسئولين في التليفزيون يعتبرون مأساة اللغة العربية في التليفزيون غير مهمة ... كلا يا سادة. مفهوم أن يخطئ وزير مثلا ... ولكن الذين وظيفتهم الكلام باللغة العربية يجب أن يتلقوا الدروس، أو تكتب لهم المادة مع التشكيل الدقيق.
وما كتبه نجيب محفوظ في وجهة نظر بالأهرام بعنوان، لغتنا والإذاعة: من حين لآخر تثار مشكلة اللغة العربية في التليفزيون، كيف تلقى على الناس متعثرة بأخطاء النحو والنطق، وكيف تعمل على نشر الخطأ على أوسع نطاق بقوة التليفزيون وهيمنته على الحواس والأذواق.
وما كتبه محمود عبد المنعم مراد في مجلة أكتوبر بعنوان: لغتنا المسكينة، وإن كان قد جمع بين وسائل الإعلام المكتوبة والمنطوقة حين قال:
١ ربما كان أقسى ما وجه إلى الإذاعة من نقد -وإن كان هذه المرة قد جاء من عالم لغوي ضليع- ما كتبه الدكتور كمال بشر في الأخبار منذ بضع سنوات مطالبًا: التصريح برفع دعوى قضائية تستند إلى الدستور ضد الإذاعة والتليفزيون. فالدستور ينص على أن اللغة في مصر هي اللغة العربية في حين أن الإذاعة لا تلتزم بذلك.