كتبت كما كتب كثيرون غيري عن جرائم انتهاك لغتنا العربية في صحفنا ووسائل إعلامنا المسموعة والمرئية ... وقد يرى البعض أن هذه مسائل شكلية غير ذات أهمية، وهنا تكمن المصيبة الكبرى. إن إهدار اللغة هو إهدار لشخصيتنا وتراثنا وثقافتنا ولواحد من أهم مقومات أمتنا. إنه استهانة وعبث خطير لا يمكن أن نمل الكتابة عنه، ولفت النظر إليه.
مع هذه القسوة لم أجدهم يتعرضون لأخطاء كتاب الصحافة، ولم أجد أحمد بهاء الدين ينبه إلى ما صار ظاهرة في صحيفة الأهرام من تسرب الخطأ إليها حتى في عناوينها الرئيسية مما جعلني أكتب إلى الأهرام منذ سنوات قائلا: إذا كان الأستاذ على النجدي ناصف في أهرام٩/٣/ ١٩٧٥ قد شكا المذيعين إلى جريدة الأهرام وطالبهم بأن يتحروا الصواب في كل ما ينطقون حتى لا يصبحوا عامل تحريف للغة، فإنني أشكو الأهرام لنفسها بعد أن لاحظت مؤخرا كثرة الأخطاء اللغوية فيها بصورة لم تعرف عنها من قبل. ومن ذلك ما جاء في مربع الصفحة الأخيرة الذي تقدمه الأهرام كل يوم بعنوان: وجهة نظر، ففي عدد ١٠/ ٣/ ١٩٧٥ عبارتان خاطئتان هما:
أ- ومن هؤلاء التسعة: الأمين والأمينين المساعدين.
ب- وألا يعد إشراك هؤلاء التسعة ...
وفي عدد ١٠/ ٤/ ١٩٧٥ عبارتان خاطئتان هما:
أ- لم تجد مكانا لإقامة مجمع سياسيّ جديد سوي في الشريط الأخضر.