والفرق بين هذه الكُتُب وبين وفيات ابن خَلّكان أن هذا نَزَّل أسماء الأعيان في "وَفَياته" على منازلهم من الترتيب على حروف المعجم، وكذلك صنع ابن شاكر والصَّفدى اللذان حمل كتابهما نفس عنوان ابن خلّكان. أمَّا الوَفَيات المذكورة فقد قامت أساسًا على الوَفَيات، فتذكر السنةَ وتحتها أسماء من تُوُفُّوا فيها، أو تذكر الأعلام المترجمين بتسلسل سِني وفياتهم. وللمؤرخين المسلمين في هذا اللون من التأليف -الوَفَيات- جهودٌ ضخمة، تراها وترى الكلام على مناهجها في كتاب صديقي الدكتور بشار عواد معروف (المنذري وكتابه التكملة) ص ١٩٩ وما بعدها. (٢) وهذا الحافظ الذهبي مؤرِّخ الإسلام، ركنٌ باذخ من أركان التاريخ الإسلامي، وكتاباته في هذا العلم رحبةٌ واسعة، ويأتي على رأسها كتابان: أولهما تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. وقد تناول فيه تاريخ الإسلام من بدء الهجرة النبوية حتى سنة ٧٠٠، فجَمَع مادّة ضخمةً في نطاقه الزمانيّ الممتدّ عبر سبعة قرون كاملة، وفي نطاقه المكاني الشامل لجميع الرقعة الواسعة التي امتدّ إليها الإسلام من الأندلس غربًا إلى أقصى المشرق. ويُعَدّ هذا الكتاب من أجمع كُتُب التراجم، إذ تُقَدَّرُ تراجِمُه بأربعين ألف ترجمة. انظر كتاب صديقي الدكتور بشار عواد معروف -أحسن الله إليه- (الذهبي ومنهجه في كتابة التاريخ الإسلامي). والكتاب الثاني: هو سير أعلام النبلاء. وهو مطبوعٌ متداول، في خمسة وعشرين مجلدًا، منها مجلَّدان للفهارس. وهو كتاب تاريخ وعِلْم وحضارة. (٣) انظر وجوه الأنساب في أعلام الحديث للخطابي ص ١٧٥٩، والوافي بالوفيات ١/ ٢٢، ٢٣.