٢٦١- قلنا فيما سبق: إنَّ المطلوب من المسلم أن تكون أفعاله وأقواله وفق المناهج الإسلامية، ولهذا أمر الله تعالى أهل العلم بتبليغ الناس أحكام الإسلام، وتعليمهم حدود ما أنزل الله، كما أمر -سبحانه وتعالى- من لا يعلم أن يتعلّم، ومن سُبل التعلُّم أن يسأل أهل العلم، ولهذا وجد في الإسلام نظام الإفتاء الذي تكملنا عنه. ومع هذا قد يبقى المسلم جاهلًا شرع الله، إمَّا لأنَّ تبليغ العلماء لم يصله، أو أنَّه قصَّر في تعلُّم ما يجب عليه تعلُّمه، كما لم يستفت أهل العلم فيما يهمه من أمور فيقع في المعصية ومخالفة الشرع بسبب جهله، وقد يعلم المسلم حدود ما أنزل الله، ومع هذا يقع في المعصية اتباعًا لهواه، والمعصية في الحالتين منكر ارتُكِبَ أو معروف هجر، والمنكر إذا وقع وجبت إزالته، والمعروف إذا هجر وجب الأمر به، وإزالة المنكر إذا ظهر فعله، والأمر بالمعروف إذا ظهر تركه هو أساس وملاك ما يعرف بالشريعة الإسلامية بنظام الحسبة، وهو ما نتكلم عنه في هذا المبحث.
منهج البحث:
٢٦٢- تسهيلًا للبحث وإحاطة بالموضوع نقسِّم هذا المبحث إلى خمسة مطالب:
المطلب الأول: للتعريف بالحسبة وبيان مشروعيتها ومكانتها في الإسلام.