للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعاجم اللغوية الأخرى، وقد عبر عن ذلك في المقدمة بقوله١:

"ولما كان أملنا جمع كل ما في القاموس المحيط للفيروزآبادي، وكل ما في كتب اللغويين، فقد دونا كل ذلك في كتاب وأسميناه "محيط المحيط وفي آخر فصل الراء٢ كتب يقول:

وألحقت فيه كثيرًا من الفوائد والقواعد، والشوارد وغير ذلك مما لا يتعلق بمتن اللغة، وذلك لكي يكون هذا الكتاب شاملًا، يجد فيه كل طالب مطلوبه من هذا القبيل".

وهذا الاتجاه قد دعاه إلى أن ينقل عن كتب أخرى كثيرة بجانب نقله عن المعاجم المتداولة، فهو مثلًا ينقل عن السيوطي، والبيضاوي، والجرجاني، وأبي البقاء وأضرابهم، وقد لاحظنا أنه يذهب في الشواهد مذهبًا يقارب مذهب الزمخشري في ذلك، فهو لا يمانع أن يروي لشعراء متأخرين من عصر ما بعد "الاحتجاج"، فهو مثلًا يستشهد بشعر الحريري المتوفى ٥١٦هـ كما ينقل عن غيره من الشعراء "المحدثين"٣. ولكنه في هذا لم يجعل شعرهم بمنزلة شعر الجاهلين، أو الإسلاميين في درجة واحدة، بدليل أنه كان عند ما يستشهد ببيت لشاعر محدث كان يقدم له بكلمة "ومنه".

أما الروايات التي ذكرها البستاني في معجمه، فلم تعد كثيرًا ما نراه في المعاجم العربية الأولى،. فبين الحين والحين تظهر لنا أسماء: الخليل، والكسائي، سيبويه، الأزهري، الجوهري، ابن فارس، الفيروزآبادي، الفيومي. ولكن ليس معنى هذا أنه قد رجع لكل واحد من هؤلاء ليطلع على مؤلفه، فلم تكن روايته في ذلك من أوله درجة، بل كان ينقل من كتب المتأخرين، بما في ذلك


١ مقدمة محيط المحيط ص١.
٢ المحيط ص٨٤٧.
٣ المحيط ص٧٤٠، ص٩٤١.

<<  <   >  >>