للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرواية. فليس معنى ذكره، وقال الكسائي أنه أطلع على كتاب "الكسائي في اللغة بل نقل هذه العبارة عن كتاب آخر ذكرت فيه.

أما بالنسبة لكتاب العين، فقد روى البستاني عنه مرة تحت اسم الليث، ومرة تحت اسم الخليل شأنه في هذا شأن صاحب اللسان، وغيره من الذين نقل عنهم وقد وجدنا له تعبيرًا جديدًا في ذلك حين قال في مادة "د ج ن" "الدجنة: الظلماء، وفي كتاب الخليل: لو خففها الشاعر لجاز"، وبالرجوع إلى كتاب العين وجدنا العبارة تقرب جدًّا من هذا إذ ورد فيالمادة نفسها "الدجنة: الظلماء، وللشاعر أن يخفف".

وليس لنا أن نستنتج من هذا أن البستاني نقل عن كتاب العين مباشرة إذ ليس لنا دليل على أنه رأى الكتاب؛ لأنه في مادة "خ ل ل" ذكر فقرة صغيرة من حياة الخليل، ولم يذكر شيئًا بالنسبة للعين.

ولقد اهتم اللغويون المعاصرون بكتاب محيط المحيط، فالشيخ إبراهيم اليازجي صديق البستاني يعلق بهوامش الكتاب تعليقات لغوية يمكن وصفها بأنها توضيح أو استدراك، وقد جمعت هذه التعليقات فيما بعد في صورة كتاب١، ولقد تغالى اليازجي حين وصف المحيط بأنه أعظم حدث في عصر المؤلف. كما جاوز حد الاعتدال حين نعت أقرب الموارد بأنه نسخة أخرى عن محيط المحيط تحت اسم جديد، فكأنه يعيد بذلك عهد التنافس بين الأزهري، وصديقه نفطويه من جهة، وبين ابن دريد صاحب الجمهرة من جهة أخرى حين اتهم الأخير بسرقة كتاب العين تحت اسم جديد.


١ جمعنا وصححها تلميذًا اليازجي، شمعون، ونحاس.

<<  <   >  >>