للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الأحوال بالمطالب العملية، وذلك لأسباب أهمها أنها لم تعتمد على كتب الأدب الموجودة بل نشأت من القواميس التي ألفها العرب، وإن كانت هذه قيمة جدًّا.

ويرى الأستاذ فيشر أنه لا ينبغي أن ينفرد بالعمل بل يجب إشراك غيره من العلماء معه.

ثم عرض تقرير آخر على مؤتمر المستشرقين الدولي الذي عقد في "كوبنهاجن" عام ١٩٠٨، وكذلك عندما عقد المؤتمر في "أثينا" عام ١٩١٢م.

وعندما أتيحت الفرصة لفيشر أن يصح ما يرا للقسم العربي الإسلامي لمعهد أبحاث الاستشراق في "ليبزج" أمكنه أن يتفرغ هو، ونخبة من تلاميذه لإعداد الأبحاث الخاصة بالمشروع.

ويحدثنا فيشر بأنه في عام ١٩٢٤ أبدى ناشر ألماني استعداده لطبع المعجم ونشره، وعندما رأى هذا الناشر ضخامة المشروع، وعجزه عن تمويله تراجع عن فكرته.

وفي عام ١٩٣٦ أبدى المجمع اللغوي المصري استعداده لتقديم كل معونة ممكنة لفيشر، فاستدعى للقاهرة، وقدم له عدد من الشبان المصريين ليساعدوه، كما أمدته مكتبة المجمع بالقواميس العربية بعد أن اشترت ما كان ينقصها منها، وكان جزء كبير من المعاجم لا يزال مخطوط في الخارج، فصورت نسخ من تلك المخطوطات، ووضعت تحت يده في المجمع.

ثم عرض نماذج من معجمه على اللجنة المختصة بالمجمع لمناقشتها، واستمرت تلك المناقشة مدة طويلة يمكن تتبعها في مجلة المجمع. وكان فيشر عند ما استدعي إلى مصر يظن أنه يمكن إتمام المشروع في ست سنوات، أو سبع ولكن كان كلما تقدم به الزمن كلما تفرعت أمامه نواحي البحث، فرأى أخيرًا أن يقدم الأنموذج النهائي ليدرسه المختصون ويبدوا رأيهم فيه، ولكن عاجلته المنية قبل أن يتم المشروع.

<<  <   >  >>