أو على بعد ثلاثة أيام من صنعاء؛ لأنه واضع هذه العبارة كان يقصد مسيرة ثلاثة أيام يسير الإبل أما الآن، فيمكن تحديد المسافة بالميل مثلًا.
أما الاعتماد على الرواة، وذكر أسمائهم فلا داعي له؛ لأن الكلمة لم تعن ما تعنيه؛ لأن راويا معينًا قال كذا، وإذا كان لا بد من ذكر هذه الأسماء فليكن بقدر.
ولكن إذا سمح بذكر أسماء لغويين معينين فلا بد من الرجوع إلى كتبهم.
وإلا فينص على المرجع الذي نقل عنهم فيه، حتى لا تقع فيما وقع فيه السابقون من الخطأ في نسبة الرأي إلى غير قائله خصوصًا فيما ينسب للخليل أو الليث.
أما الناحية التاريخية فتراعى فقط في المعجم التاريخي الذي نحن في أشد الحاجة إليه، وكم كنا نود أن يتمم المجمع اللغوي في مصر بما له من النفوذ، ما بدأه "فيشر" في ذلك، وصحيح أن هذا يحتاج إلى الجهد والوقت، ولكن الجهد متوفر والحمد لله في شخصيات الأعضاء الأفاضل، وفي المهتمين بالأبحاث اللغوية من رجال الجامعات والأدباء، أما الوقت فليس المطلوب إخراج هذا المعجم بين يوم وليلة، ولكن المأمول فقط أن يخرج قسم منه في بضع سنوات ليكون أنموذجًا لمعجم كامل نبدؤه نحن ليتمه الجيل القادم مثلًا.
وبعد -فلعلي قد وضعت النقط فوق الحروف حين أدليت برأيي في كل معجم عربي تعرضت له، وحين اتخذت من ذلك أساسًا لمنهج قريب من الصواب يصح أن يتبع حين نصع معجمًا جديدًا.