باعتبارها حرفًا صحيحًا في أول كل فصل من فصول معاجم، هذه الفصول التي يعالج كل فصل منها حرفًا من الحروف الأبجدية، وفي آخر كل حرف ذكروا حرفين صحيحين مع الواو والياء.
وليس لنا أن نقول في المحكم شيئًا من حيث القيمة اللغوية بعد أن أثنى عليه المستشرق الإنجليزي "لين" في معجمه "مد القاموس" وقد انتفع فيه بالمعاجم السابقة التي كان لديه منها الكثير من مخطوطاتها، فهو إذ يدل بحكمة على ابن سيده، فإنما يقول هذا بعد أن قرأ المحكم بنفسه، وبعد أن قارن بينه وبين القواميس.
يقول لين١:"لم يقع لنا بعد عهد الصحاح قاموس أعظم من محكم ابن سيده.... وإن قيمته لترتفع إلى الذروة من حيث الصحة، والإشارات الانتقادية والأمثلة الكثيرة الشواهد العربية الصحيحة ... ولقد اعتمدت عليه كثيرًا في تأليف معجمي هذا".
ونظرًا لسعة المحكم وضخامة حجمه، فقد اختصره "الأنسي" أحد علماء القرن السابع الهجري، وسمى مختصره "خلاصة المحكم"، ولا يزال محفوظًا بمكتبة المتحف البريطاني. وبمقارنة المختصر بالأصل يمكن تلخيص أهم الفروق بينهما فيما يلي:
أ- اقتصر صاحب الخلاصة على المفردات الشائعة الاستعمال دون ذكر الغريب.
ب- حذف في المختصر ما زاد عن شرح المفردات مما يتعلق بقواعد الصرف.
ج- لم يتبع الأنسي نظام التقاليب وإنما رتب "الخلاصة" على نظام القافية أي بحسب أواخر الكلمات كالصحاح واللسان.