للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عام ٦٨٠هـ هجرية حيث نشأ بها. وتولى منصب القضاء ومن بين تلاميذه المشهورين تاج الدين السبكي، والذهبي المؤرخ المعروف. ويفضل "لين" أن يدعوه باسم "ابن منظور".

منهج اللسان:

لقد سار اللسان على منهج الصحاح في ترتيبه. ولكنه أكثر من ذكر أسماء الرواة الذين اقتبس عنهم، ولم يقتصر هذا على اللغويين فقط كالخليل وأبي عمرو، وابن فارس وابن سيده بل شمل أيضًا كثيرًا من علماء النحو والحديث والفقه. وهذا مما جعل كتابه أشبه بالموسوعة اللغوية منه بالمعجم كما يخبرنا بذلك الشدياق١ إذ يقول: "سبب ذلك كبر حجمه فإنه كتاب لغة، وفقه ونحو وصرف، وشرح للحديث وتفسير للقرآن ... وإن المادة التي تستغرق خمسين سطرًا مثلًا في القاموس قد تزيد في اللسان على مائتين وخمسين".

وقد أدى هذا التوسع والشغف بتدوين كل ما عثر عليه في كتب الأقدمين أن تتكرر بعض العبارات في الكتاب. أو تشرح الكملة مرتين. ولم يسلم هذا الأسلوب من التغاير، أو ما يشبه التناقض بعض الأحيان. فمثلًا في مادة "م ل ك" ذكر اللسان أن كلمة "إملاك. مثل ملاك تعني عقد الزواج"، وهذا يوحي بصحة الصيغتين. ثم ذكر بعد ذلك بقليل في نفس المادة أن "صيغة إملاك هي الصحيحة فقط، والعبارة الأولى نقلها عن ابن سيده في المحكم، والثانية عن الجوهري في الصحاح كما صرح هو بذلك. فترى من هذا أن ابن منظور كان همه منصرفًا إلى تدوين ما في المعاجم السابقة كلية دون أن يذكر لنا رأيه فيها.


١ الجاسوس ص٧٩.

<<  <   >  >>