وكانت وفاة الشيخ أَبِي زكريا النواوي رحمه اللَّه، في الرابع والعشرين من شهر رجب، سنة ست وسبعين وست مائة بقرية نوى، ومولده في سنة إحدى وثلاثين وست مائة، ولا أعلم أحدا من المتأخرين ومن قبلهم نفع اللَّه بتصانيفه، كما نفع بتصانيف الشيخ أَبِي زكريا يحيى هذا تغمده اللَّه برحمته، وشهرته تغني عن الإشارة إلى أوصافه، فهذا ما يسر اللَّه تعالى ولله الحمد والمنة ذكره، بعد ما يسر سماعه وتحصيله، وأعان على ذلك بفضله ورحمته، من الكتب المصنفة وما أشبهها من الأجزاء المخرجة في فن واحد، ولم أذكر الأجزاء التي هي على غير هذا المنوال، إلا على وجه الاستطراد، عند تقدم كتاب مصنف لذلك الذي يعزى إليه الجزء، وبقيت من تصانيف جماعة منهم قطعة، من الأربعينات التي خرجوها، أخرت ذكرها إلى هذا الفصل الذي يعقب هذا الكلام، فأشير إلى أسانيدها وأخرج من أحاديثها ما قدره اللَّه تعالى، على حسب ما تقدم، وباللَّه التوفيق