قليج بن إسماعيل، حدثني عبد الله بن صالح، حدثني عمي سليمان بن علي، عن عكرمة قال: إني لمع ابن عباس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بعرفة إذا فتية أدمان يحملون فتى في كساء، معروق الوجه، ناحل البدن، حتى وضعوه بين يدي ابن عباس وقالوا له: استشف له يا ابن عم رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فقال
ابن عباس رضي الله عنهما: وما به؟ فأنشأ الفتى يقول:
بنا من جوى الأحزان والوجد لوعة ... تكاد لها نفس الشفيق تذوب
ولكنما أبقى حشاشة معول ... على ما به عود هناك صليب
قال: فأقبل ابن عباس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ على عبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى فقال: خذ هذا البدوي، العود علينا وعليك، قال: فحملوه فخفت في أيديهم فمات، فقال ابن عباس، هذا قتيل الحب لا عقل ولا قود قال عكرمة: فما رأيت ابن عباس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سأل الله في عشيته حتى المساء إلى العافية مما ابتلي به الفتى قال أبو العباس ثعلب: يقال إن قريش أصلب العرب عودا وروى الحافظ أبو القاسم بن عساكر هذه الحكاية في بعض تصانيفه، عن الحافظ أبي الفضل بن ناصر، عن ابن نبهان بها، فوقعت لنا بدلا عاليا، وهذه من جملة أمالي أبي العباس ثعلب، وهي مجلد مفيد في اللغة والأدب، وقد سمعه شيخنا هذا بكماله من اليلداني، بالسند المتقدم.