الجنة يسره، وجمع بيننا وبينه في محل قدسه، قرأت عليه الفقه زمنا طويلا، وكان كثير الإحسان إلي والاعتناء بأمري، وقرأت عليه صحيح مسلم مرتين، وغير ذلك من الكتب والأجزاء، ولقد كنا نجزم أنه يمكث الشهور وما يكتب عليه خطيئة، لأنه لا يبدو منه قول ولا فعل أصلا غير مباح، ولا يشتم أحدا ولا ينهره ولا يسمع غيبة أبدا، ولا يتكلم فيما لا يعنيه، ويعظم الفقراء والصالحين ويتردد إليهم، وعلق على كتاب التنبيه تعليقة حافلة في بضعة عشر مجلدا، وتخرج به أئمة وعلماء، إلى أن توفي إلى رضوان الله، في بكرة يوم الجمعة شهر جمادى الأول، سنة تسع وعشرين وسبع مائة، وشيعه من الخلائق ما يفوت الوصف، وتلي على قبره في مدة أيام يسيرة فوق مائتي ختمة، ودفن عند والده وعمه بمقبرة باب الصغير، رحمة الله عليهم