للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

متوافق، ولكن بصورة فردية، كل منها يعمل لحسابه الخاص، وهنا يختل نظام الطاقة الحيوية، ويفقد قيمته الاجتماعية حين يهرب من مراقبة نظام الأفعال المنعكسة الناشئ عن عملية التكييف.

في هذه المرحلة تسود الفردية تبعاً لتحرر الغرانز، وتتفسخ شبكة العلاقات الاجتماعية نهائياً: وهو ما يطلق عليه في التاريخ عصر الانحطاط، كذلك العصر الذي هيأ في المجتمع الإسلامي ظروف القابلية للاستعمار والاستعمار.

وبذلك نرى أن تاريخ مجتمع ما هو تاريخ شبكة علاقات ونظام الأفعال المنعكسة لدى نموذجه، وهو الفرد المكيف.

فكل فكرة عن التربية الاجتماعية يجب أن تصدر من هنا:

إنه لكي يمكن التأثير في أسلوب الحياة في مجتمع ما، وفي سلوك نموذجه الذي يتكون منه، وبعبارة أخرى: لم يمكن بناء نظام تربوي اجتماعي ينبغي أن تكون لدينا أفكار جد واضحة، عن العلاقات والانعكاسات التي تنطم استخدام الطاقة الحيوية، في مستوى الفرد، وفي مستوى المجتمع.

ولقد حاولنا حتى الآن أن نستنبط هذه الأفكار بطريق التحليل، أي بطريقة نظرية. ولكن يحسن في كل عمل من هذا القبيل تحقيق النتائج النظرية التي يسفر عنها التحليل بواسطة اختبار مضاد، أعني: بواسطة التركيب.

ومع ذلك، فقد لجأنا خلال بحثنا أحياناً إلى تأكيد الواقع النظري بواقع التاريخ، الذي سقناه شاهداً على ما نذهب إليه.

ولربما كان هذا التأكيد غير كاف، إذا ما علمنا أن الواقع التاريخي المقطوع عن سياقه لا يعطي فكرة دقيقة عن نشاط قوى التاريخ، الذي استخلصنا وصفه النظري.

<<  <   >  >>