كيف سيمضي هؤلاء الفنانون في عملهم .. ؟ ... إن لهم ولا ريب ألف طريقة، ولكن ها هي ذي واحدة من بينها:
ففي نهاية الإقامة يطلب الرجل أن يرى قائمة حسابه قبل مغادرة الفندق.
وهنا يلاحظ أن جانباً من النفقات قد حمل على بند (بار) .. بينما هو لم يضع رجله في بار الفندق مرة واحدة.
وربما كان لدينا من الأسباب ما يدعو إلى الاعتقاد بأن كلمة (بار) هي حبة الرمل الصغيرة المخصصة لتحطيم علاقة ما، في شبكة الصراع الفكري.
ولا شك أن الموظف المختص قد وضع كلمة (بار)، حين لم يستطع أن يضع مباشرة كلمة (ويسكي) أو (كونياك)، لأن الكلمتين كلتيهما تلفتا النظر أكثر من كلمة (بار)، وهو يعلم مقدماً أن النزيل سيوقع على القائمة قبل الرحيل.
وطبيعي أن يعتذر الموظف وأن يصحح الخطأ، واضعاً مثلاً كلمة (كوكا كولا) مكان كلمة (بار) لو أن النزيل اكتشف الأمر كما حدث فعلاً.
ولكن لنفترض أن هذه الكلمة بقيت في القائمة .. فكيف يمكنه استخدامها كحبة الرمل .. ؟
الأمر بكل بساطة هو أن تمضي القائمة إلى هدفها، بطريقة أو بأخرى، حيث يلفت اهتمام رجل الخير إلى كلمة (بار) مع ما تيسر من تعليق موجز.
ومن الممكن أن نتخيل حينئذ تأثير هذه الكلمة على مشاعر الرجل الطيب، لا سيما إذا كان التعليق عليها لبقاً.
ولقد يتخذ هؤلاء الفنانون في حالة أخرى، الموقف نفسه بطريقة مختلفة. إذ ينفخون في ميزانية الإقامة حتى تتورم بمصروفات عديمة الجدوى، تورّماً تضر معه الضيافة بمن أفاد منها، وبمن أذن بها.