للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[سورة الشمس (٩١) : آية ٧]]

وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (٧)

أي تسويتها. قال أبو جعفر: ومن قال: المعنى الذي سواها أراد الله جلّ وعزّ، ولو كان كما قال لكان ومن.

[[سورة الشمس (٩١) : آية ٨]]

فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (٨)

مفعولان.

[[سورة الشمس (٩١) : آية ٩]]

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (٩)

روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال: قد أفلح من زكّى الله نفسه.

[[سورة الشمس (٩١) : آية ١٠]]

وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (١٠)

فأضلّها، وقال قتادة: قد أفلح من زكى نفسه بالعمل الصالح. قال أبو جعفر: في هذا شيء من النحو غامض لم يذكره الفرّاء وإن كان قد ذكر القولين في المعنى، وذلك أنه إذا كان الضمير يعود على الله جلّ وعزّ لم يعد على من من صلته شيء إلّا على حيلة بعيدة، وذلك أنك إذا قدّرت قد أفلح الإنسان الذي زكّى النفس لم يعد على الذي شي من صلته، وإن قدّرته قد أفلح الإنسان الذي زكّى الله نفسه لم يجز أن يكنّى عن النفس، لأنه لا يعود على النفس شيء، ولو قدّرت «من» للنفس كان بعيدا لأن من لا تكاد تقع في مثل هذا، والحيلة التي يجوز عليه أن يحمل على المعنى أن تؤنّث «من» بمعنى النفس أو يكون المعنى قد أفلحت الفرقة التي زكاها الله فيكون «من» للجميع ومعنى زكاها الله طهّرها بالتوفيق لطاعته، وزكّى فلان ماله، في اشتقاقه قولان: أحدهما أنه من زكا الزرع إذا زاد ونما أي كثر ماله بإخراجه الزكاة والقول الآخر بيّن حسن يكون زكى ماله طهّره وخلّصه بإخراج سهمان المساكين منه. ومنه: أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً [الكهف: ٧٤] أي طاهرة مخلصة من الذنوب، ومنه عبد زكي أي طاهر «وقد خاب» أي لم يظفر بما يريد من دسى نفسه الله أي خذلها فارتكبت المعاصي. وعلى القول الآخر من دسّى نفسه أي سترها لركوب المعصية. فاشتقاقه من دسّ ودسس فأبدل، من أحد السينين ياء كما قال: [الطويل] ٥٦٨- رأت رجلا أيما إذا الشّمس عارضت «١» يريد أما.

[[سورة الشمس (٩١) : آية ١١]]

كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (١١)


(١) مرّ الشاهد رقم (١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>