للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقطوعا من الأول، مثل يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ [آل عمران: ١١١] ، والتقدير الآخر- ذكره الفراء «١» : أن يكون «ولا تخشى» ينوى به الجزم وتثبت فيه الياء- زعم كما قال الشاعر: [البسيط] ٢٩٨-

هجوت زبّان ثمّ جئت معتذرا ... من سبّ زبّان لم تهجو ولم تدع «٢»

وأنشد: [الوافر] ٢٩٩-

ألم يأتيك والأنباء تنمى ... بما لاقت لبون بني زياد «٣»

قال أبو جعفر: هذا من أقبح الغلط أن يحمل كتاب الله جلّ وعزّ على شذوذ من الشعر، وأيضا فإن الذي جاء به من الشعر لا يشبه من الآية شيئا لأن الواو والياء مخالفتان للألف لأنهما تتحركان والألف لا تتحرك، فللشاعر إذا اضطر أن يقدّرهما متحرّكتين ثم يحذف الحركة للجزم، وهذا محال في الألف. وأيضا فليس في البيتين اضطرار يوجب هذا لأنهما إذا رويا بحذف الواو والياء كانا وزنا صحيحا من البسيط والوافر، يسمي الخليل الأول مطويا والثاني منقوصا «٤» .

[[سورة طه (٢٠) : آية ٧٨]]

فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ (٧٨)

على معنى التعظيم والمعرفة بالأمر.

[[سورة طه (٢٠) : آية ٧٩]]

وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى (٧٩)

أي أضلّهم عن الرشد، وما هداهم إلى خير ولا نجاة لأنه قدّر أنّ موسى صلّى الله عليه وسلّم ومن تبعه لا يفوتونه لأن بين أيديهم البحر، فلما ضرب موسى صلّى الله عليه وسلّم البحر بعصاه انفلق منه اثنا


(١) انظر معاني الفراء ٢/ ١٨٧. [.....]
(٢) الشاهد لزبّان بن العلاء في معجم الأدباء ١١/ ١٥٨، وبلا نسبة في تاج العروس (زبب) ، و (زبن) ، والإنصاف ١/ ٢٤، وخزانة الأدب ٨/ ٣٥٩، والدرر ١/ ١٦٢، وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٦٣٠، وشرح التصريح ١/ ٨٧، وشرح شافية ابن الحاجب ٣/ ١٨٤، وشرح شواهد الشافية ٤٠٦، وشرح المفصّل ١٠/ ١٠٤، ولسان العرب (يا) ، والمقاصد النحوية ١/ ٢٣٤، والممتع في التصريف ٢/ ٥٣٧، والمنصف ٢/ ١١٥، وهمع الهوامع ١/ ٥٢.
(٣) الشاهد لقيس بن زهير في الأغاني ١٧/ ١٣١، وخزانة الأدب ٨/ ٣٥٩، والدرر ١/ ١٦٢، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٣٤٠، وشرح شواهد الشافية ٤٠٨، وشرح شواهد المغني ٣٢٨، والمقاصد النحوية ١/ ٢٣٠، ولسان العرب (أتى) ، وبلا نسبة في أسرار العربية ١٠٣، والأشباه والنظائر ٥/ ٢٨٠، والإنصاف ١/ ٣٠، وأوضح المسالك ١/ ٦، والجنى الداني ص ٥٠، وخزانة الأدب ٩/ ٥٢٤، والخصائص ١/ ٣٣٣، ورصف المباني ١٤٩، وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٨٧، وشرح الأشموني ١/ ١٦٨، وشرح شافية ابن الحاجب ٣/ ١٨٤، وشرح المفصل ٨/ ٢٤، ومغني اللبيب ١/ ١٠٨.
(٤) الطيّ: هو حذف الرابع الساكن من تفعيلة (مستفعلن) .
والنقص: هو حذف السابع الساكن من تفعيلة الوافر (مفاعلتن) بعد تسكين الخامس.

<<  <  ج: ص:  >  >>