للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه بعده أنوشروان بن قباذ ملك كالفرس في بعض غزواته فأجرى إلى ما هناك نهرا ونصب عليه أرحاء، وأراد سكر هذا الموضع من الخليج بالحجارة، وجرب الرمل ليعبر عليه، فغلبه الماء لشدة انصبابه من البحر الخزري الى الرومي، الّذي هو بحر الشأم ومصر والعدوة الثانية يقال لها الافقاطى، تكون من هذه العدوة على نحو من ثلاثين ميلا وعرضها من الجانب الشأمي الى ذلك الجانب تسعة أميال، ومن هذه العدوة تعبر عساكر الروم إذا أرادوا الخروج إلى دار الإسلام والعدوة الثالثة تعرف بسنكرة، وبينها وبين عدوة الافقاطى نحو من ثلاثين ميلا، يكون عرض هذه العدوة اثنى عشر ميلا وهذه العدوة تقرب من مدينة نيقية والعدوة الرابعة تعرف بفيلاس بينها وبين عدوة سنكرة نحو من ثمانية أميال يكون عرض هذه العدوة من الجانب الشأمى الى ذلك الجانب وهو بند تراقية نحوا من أربعين ميلا، ومن هذه العدوة يعدى بأسارى الروم إذا أرادوا بهم الفداء الى اللامس، لأنها عدوة عريضة يرهبون بها الأسرى والعدوة الخامسة تعرف بلبادو، وبينها وبين عدوة فيلاس نحو من عشرين ميلا، يكون عرض هذه العدوة من الجانب الشأمي الى ذلك الجانب، وهو بند تراقية نحو من عشرين ميلا، وقد حاصر القسطنطينية في الإسلام من هذه العدوة ثلاث أمراء آباؤهم ملوك وخلفاء، أولهم يزيد بن معاوية بن أبى سفيان، والثاني مسلمة بن عبد الملك بن مروان، والثالث هارون الرشيد بن المهدي والعدوة السادسة تعرف بابدو، وهي فم الخليج الصاب في بحر مصر والشأم ومبدؤه من بحر ما يطس المسمى بحر الخزر وعرضه في المبدإ نحو من عشرة أميال، وهناك مدينة الروم تعرف بمسناة تمنع من يرد في ذلك البحر من مراكب