خوارزم من مصب جيحون وهذا النهر يتبحر في إبان زيادته وذلك من أول كانون الثاني فيركب الأرض من الجهة المقابلة لبلاد فاراب لانخفاضها أكثر من ثلاثين فرسخا عرضا والقرى والضياع على رءوس التلال والروابي كالقلاع، لا سبيل لبعضهم الى بعض إلا في الزواريق وسبيل هذا الموضع في الشرب سبيل نيل مصر في الزيادة الا أن أوقاتها مختلفة فيركب الأرض وينبسط عليها ما لا يركبه نيل مصر، لأن أكثر ما يركب نيل مصر الأرض من جانبيه نحو من فرسخين سيحا وفي خلجان وقد قيل إن نهر جيحون ينتهى الى آجام وبطائح فيغور فيها وقد قيل إنه يصب في بحر الهند مما يلي كرمان وقد دخلنا بلاد فارس وكرمان وسجستان صرودها وجرومها فلم نجد لذلك حقيقة لأن الأنهار التي تصب ببلاد كرمان إلى البحر من ناحية هرموز ساحل كرمان وغيرها معروفة، فيكون مسافة جريان جيحون على وجه الأرض من مبدئه إلى مصبه في هذه البحيرة نحوا من أربعمائة فرسخ وقيل أكثر من ذلك وقيل أقل منه
[ذكر البحر الرابع وهو بنطس]
والبحر الرابع وهو بحر بنطس هو بحر البرغر والروس وغيرهم من الأمم يمتد من الشمال من ناحية المدينة التي تدعى لازقة وذلك وراء القسطنطينية طوله ألف ميل وثلاثمائة ميل في عرض ثلاثمائة ميل ويتصل ببحيرة ما يطس وطولها ثلاثمائة ميل وعرضها مائة ميل وهي في طرف العمارة من الشمال وبعضها تحت القطب الشمالي وبقرب منها مدينة ليس بعدها عمارة تسمى تولية ومنها يخرج خليج القسطنطينية