وبويع المستكفي عبد الله بن على المكتفي ويكنى أبا القاسم، وامه أم ولد رومية تسمى غصن، في الموضع المعروف بالبثق على نهر عيسى بإزاء القرية المعروفة بالسندية، في الوقت الّذي سملت فيه عينا المتقى وخلع يوم الخميس لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ٣٣٤، وسملت عيناه، وله ثمان، وقبل ثلاث وأربعون سنة وأشهر، وكانت خلافته سنة وشهرين وثمانية وعشرين يوما.
وكان أبيض اللون، حسن الوجه، صغير الفم، بعارضه شيب، وكان المدبر للأمور في أيامه أبو جعفر محمد بن شيرزاد كاتب توزون التركي وقد كان أبو الفرج احمد بن محمد السامري خلع عليه ووزر سبعة وأربعين يوما، وهو آخر من خوطب بالوزارة في أيام بنى العباس الى وقتنا هذا ثم الشيرازي ابو احمد الفضل بن عبد الرحمن نفذت الكتب عنه باسمه، ثم غلب ابن شيرزاد على الأمر وكان نقش خاتمه «المستكفي باللَّه» وقاضيه ابن أبى الشوارب، وابن أبى موسى الهاشمي، وحاجبه احمد بن خاقان المفلحي.
[ذكر خلافة المطيع]
وبويع المطيع الفضل بن جعفر المقتدر باللَّه، ويكنى أبا القاسم، وامه أم ولد صقلبية، تسمى مشعلة- يوم الخميس لثمان ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ٣٣٤.