بالأربع مقالات. وفي كتابه في الأنواء الّذي ذكر فيه أحوال أيام السنة كلها وما يحدث فيها من طلوع الكواكب وغروبها، فاذ ذكرنا الأخبار عن قسمة الازمنة وفصول السنة وما اتصل بذلك فلنذكر الرياح ومهابها وما لحق بذلك
[ذكر الرياح الأربع ومهابها وأفعالها وتأثيراتها وما اتصل بذلك من تقريظ مصر والتنبيه على فضلها وما شرفت به على غيرها]
تنازع الناس في الرياح الأربع ومهابها وطباعها، فقال فريق منهم الرياح اربع شمال وجنوب وصبا ودبور، الصبا من المشرق والدبور من المغرب والشمال من تحت جدي الفرقدين، والجنوب من تحت جدي سهيل فالشمال باردة يابسة وهي ما هب من ناحية الجرّبى وهو الشمال وأشكالها من البروج والكواكب والأمهات وما يشاكل ذلك ويضاف الى البرد واليبس، والجنوب حارة رطبة وهي التي تهب من القبلة وأشكالها كما وصفت مما يضاف الى الحرارة والرطوبة، والدبور باردة رطبة وهي التي تهب من المغرب وكذلك أشكالها، والصبا حارة يابسة وهي التي تهب من المشرق وأشكالها مما هو مضاف الى الحرارة واليبوسة قال المسعودي: وذهب فريق آخر من حكماء الأمم من العرب وغيرهم الى ان الصبا هي القبول وهي ما هب من مطلع الشمس، والدبور التي تهب من المغرب من دبر من استقبل المشرق، فلذلك سميت الدبور، والشمال التي تهب عن شمالك إذا استقبلت المشرق والجنوب التي تهب عن يمينك إذا استقبلت المشرق، وقد ذكرت العرب ذلك في اشعارها قال ابو صخر الهذلي
إذا قلت هذا حين أسلو يهبجنى ... نسيم الصبا من حيث يطلع الفجر