خبره، فوجه من قتله، وجاءوه برأسه، فأنفذه الى المأمون الى خراسان.
وكان مقتله ليلة الأحد لخمس ليال بقين من المحرم من هذه السنة، وهي سنة ١٩٨، وله ثلاث وثلاثون سنة.
وكانت خلافته أربع سنين وسبعة أشهر وعشرة أيام، وكان حسن الوجه، تام القامة، أبيض مسمنا، صغير العينين، بعيد ما بين المنكبين، شديدا في بدنه، باسطا يده بالعطاء، قبيح السيرة، ضعيف الرأى، سفاكا للدماء، يركب هواه ويهمل أمره، ويتكل في جليلات الخطوب على غيره، ويثق بمن لا ينصحه، واستوزر الفضل بن الربيع الى أن استتر الفضل لما تبين من اختلال أمر محمد، ووهاء أمره، فقام بوزارته من حضر من كتابه، كإسماعيل بن صبيح، وغلب عليه عدة من الأولياء، منهم محمد بن عيسى بن نهيك، والسندي بن شاهك، وسليمان بن أبى جعفر المنصور.
وكان نقش خاتمه «نعم القادر الله» ، وقيل «سائل الله لا يخيب» ، وقضاته محمد بن سماعة، ومحمد بن حبيب، وإسماعيل بن حماد بن أبى حنيفة، وأبو البختري وهب بن وهب القرشي، وحاجبه العباس بن الفضل بن الربيع.
[ذكر خلافة المأمون]
وبويع المأمون عبد الله بن هارون، ويكنى أبا جعفر، وامه أم ولد باذغيسية تسمى مراجل- البيعة العامة بعد قتل المخلوع يوم الأحد لخمس ليال بقين من المحرم سنة ١٩٨ وبايع للرضا على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين ابن على بن أبى طالب بالعهد بعده، وأزال لبس السواد ولبس بدله الخضرة وأخذ الناس بذلك فاضطرب من بمدينة السلام من الهاشميين، وعظم ذلك على أهل بغداد عامة وعلى الهاشميين خاصة لزوال الملك عنهم ومصيره الى ولد أبى طالب