وبويع عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، ويكنى أبا حفص وأمه أم عاصم ابنة عاصم بن عمر بن الخطاب في اليوم الّذي توفى فيه سليمان، فوجه الى مسلمة فأقفله عن حصار القسطنطينية، وقد ذكرنا مدة ما أقام عليها محاصرا لها فيما سلف من هذا الكتاب في أخبار ملوك الروم بعد ظهور الإسلام في ملك تيدوس المعروف بالأرمني وتوفى عمر بدير سمعان من أعمال حمص مما يلي قنسرين مسموما فيما قيل من قبل أهله يوم الجمعة لعشر بقين من رجب سنة ١٠١ وله تسع وثلاثون سنة وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وخمسة أيام، وكان أسمر، حسن الوجه، نحيف الجسم، حسن اللحية، غائر العينين، بوجهه أثر من نفح دابة رمحته في صباه قد وخطه الشيب، ومات ولم يخضب.
وكان فاضلا يؤثر الدين على الدنيا، ويعمل عمل من يخاف يومه ويرجو غده ويقر بتدينه لما يجرى أهله عليه وكان كاتبه ليث بن أبى رقية ونقش خاتمه «لكل عمل ثواب» وقيل «عمر يؤمن باللَّه مخلصا» وعلى قضائه عبد الله بن سعد الأيلي، وحاجبه مزاحم مولاه، وقيل حسين.