قال المسعودي: وقد أتينا على خبر شهربراز والسبب في فساد الحال بينه وبين أبرويز والى ما آل أمرهما وشرح أخبار هرقل، وما كان بينه وبين فارس من الحروب وحيله ومكايده، وما كان بينه وبين النبي صلّى الله عليه وسلّم من المكاتبات والمراسلات، وما كان بين جنوده وبين المسلمين من الحروب بالشأم ومصر وغيرهما في خلافة أبى بكر وعمر، وخروجه عن الشأم وقطعه الدرب الى بلاد الروم، وقوله عند صعوده جبل الآكام واشرافه على الشأم:«عليك السلام يا سوريه سلام مودع لا يعود إليك ابدا حتى يولد الغلام المشئوم، وليته لا يولد! فما أحلى رضاعه، وأمر فطامه» وما كان بينه وبين معاوية بن أبى سفيان في حال أمرته على الشأم من قبل عمر وعثمان من المراسلات والملاطفات. وإخباره يناق غلام معاوية بأن عثمان بن عفان يقتل وما يئول اليه أمر المسلمين بعد ذلك وغير ذلك من أخباره في كتاب (أخبار الزمان، ومن أباده الحدثان) من الأمم الماضية، والممالك الداثرة وفي كتاب (فنون المعارف، وما جرى في الدهور السوالف) وانما نذكر في هذا الكتاب لمعا وجوامع منبهين بذلك على ما تقدم تأليفه من كتبنا، ومدخلا الى علم ما سبق إيضاحه من تصنيفنا الثالث والعشرون قسطنطين بن قسطنطين أخى هرقل وقيل إنه ابن هرقل ملك تسع سنين وستة أشهر في خلافة عثمان بن عفان، وهو الّذي غزا في البحر في نحو ألف مركب حربية وغيرها فيها الخيل والخزائن والعدد يريد الإسكندرية من بلاد مصر وكان عامل مصر والإسكندرية لعثمان عبد الله بن سعد بن أبى سرح فالتقوا في البحر فكانت على قسطنطين فعطبت مراكبه وهلك أكثر رجاله ونجا في مركب فوقع في جزيرة سقلية من بلاد افريقية فقتله جرجيق ملكها تشاؤما به لإهلاكه النصرانية وسميت هذه الغزاة ذات الصواري لكثرة المراكب وصواريها، وهي الادقال وكان ذلك في سنة ٣٤ للهجرة