طرسوس في سنة ١٧١ للهجرة وسالم البرلسي البربري مولى بنى العباس في ثلاثين ألفا من المرتزقة، وحضره من أهل الثغور وغيرهم من أهل الأمصار وغيرهم نحو من خمسمائة ألف، وقيل أكثر من ذلك بأحسن ما يكون من العدد والخليل والسلاح والقوة، قد أخذوا السهل والجبل وضاق بهم الفضاء. وحضرت مراكب الروم الحربية بأحسن ما يكون من الزي ومعهم أسارى المسلمين، وكان عدة من فودى به من المسلمين في اثنى عشر يوما ثلاثة آلاف وسبعمائة، وقيل أكثر من ذلك وأقل. والمقام باللامس نحو من أربعين يوما قبل الأيام التي وقع الفداء فيها وبعدها. وإنما نذكر في كل فداء يرد فيما بعد هذا الفداء الأيام التي وقع فيها الفداء لا مدة مقام الناس باللامس، إذ كان يطول ويقصر وفي هذا الفداء يقول مروان بن أبى حفصة في كلمة له طويلة يمدح بها الرشيد
وفكت بك الأسرى التي شيدت لها ... محابس ما فيها حميم يزورها
على حين أعيا المسلمين فكاكها ... وقالوا سجون المشركين قبورها
الفداء الثاني: فداء ثابت في خلافة الرشيد أيضا باللامس في سنة ١٩٢ والملك على الروم نقفور بن استبراق أيضا، وكان القيم به ثابت بن نصر بن مالك الخزاعي أمير الثغور الشأمية، حضره مئو ألوف من الناس، وكان عدة من فودى به من المسلمين في سبعة أيام ألفين وخمسمائة ونيفا من ذكر وأنثى الفداء الثالث: فداء خاقان في خلافة الواثق باللامس في المحرم سنة ٢٣١ والملك على الروم ميخائيل بن توفيل وكان القيم به خاقان الخادم التركي وعدة من فودى به من المسلمين في عشرة أيام اربعة آلاف وثلاثمائة واثنين وستين من ذكر وأنثى، وقيل أربعة آلاف وسبعة وأربعين على ما في كتب الصوائف، وقيل أقل من ذلك