يا دار عمرة من تذكارها الجزعا ... هيجت لي الهم والأحزان والوجعا
ألا تخافون قوما لا أبا لكم ... أمسوا إليكم كأمثال الدبا سرعا
أحرار فارس أبناء الملوك لهم ... من الجموع جموع تلقط السلعا
ولذلك قال مرة بن محكان السعدي حين وجه معاوية عامر بن الحضرميّ إلى البصرة فنزل في تميم يدعوهم إلى أخذ البصرة والوثوب بزياد خليفة عبد الله بن عباس على البصرة وقد سار ابن عباس إلى على عليه السلام بالكوفة فقال مرة مخوفا لقومه زاجرا لهم:
قلت والليل مطبق بغراه ... أرقب النجم لا أحس رقادا
إن حيا يرى الصلاح فسادا ... ويرى الغي في الأمور رشادا
لقريب من الهلاك كما أهلك ... سابور بالعراق إيادا
في كلمة طويلة ثم أرخوا بعام الانتقال من ديارهم إلى بلد الروم وآخر من دخل منهم إلى هناك من أرض الجزيرة والموصل في خلافة عمر بن الخطاب نحو من أربعين ألفا كانوا على النصرانية وأنفوا من الجزية حين أخذوا بها وتميم تؤرخ بعام الكلاب وهي الحرب التي كانت بين ربيعة وتميم وأسد وخزيمة تؤرخ بعام مأقط الّذي قتلوا فيه الملك حجر بن الحارث بن عمرو آكل المرار الكندي أبا امرئ القيس وفي ذلك يقول امرؤ القيس حين بلغه قتله
أرقت لبرق بليل أهل ... يلوح سناه بأعلى الجبل
بنو أسد قتلوا ربهم ... ألا كل شيء سواه جلل
والأوس والخزرج ابنا حارثة تورخ بعام الآطام لما تحاربوا على الآطام وهي لحصون والقصور وذهب الأصمعي في آخرين من أهل اللغة إلى أنها الدور المسطحة السقوف، وكانت الأوس والخزرج تتمنع بها فأخربت في أيام عثمان بن عفان