والعمل الموروث الّذي يقطع عليه ولا ينازع فيه، اتصال نسبه الى معد بن عدنان وقد استقصينا شرح ذلك، وما قيل فيه من الوجوه في كتاب (الاستذكار، لما جرى في سالف الأعصار) وأتينا فيما سلف من هذا الكتاب على ما اشتهر واستفاض من اتصال معد بإسماعيل بن إبراهيم، وما بين إبراهيم وآدم من الآباء، على ما ذكره أهل الكتاب وأهل النسب ويكنى أبا القاسم، وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب- عام الفيل، لثمان خلون من شهر ربيع الأول وقيل لعشر، وهو اليوم الثامن من دى ماه سنة ١٣١٧ من بدء ملك نصر. واليوم العشرون من نيسان سنة ٨٨٢ للإسكندر بن فيلبس الملك، وسنة ٣٩ من ملك أنوشروان خسرو بن قباذ بن فيروز، وذلك بعد قدوم أصحاب الفيل مكة بخمسة وستين يوما، وقيل أقل من ذلك. وكان قدومهم مكة يوم الأحد لخمس ليال خلون من المحرم.
وتوفى أبوه عبد الله بن عبد المطلب وهو عليه الصلاة والسلام حمل. وقيل بل مات بعد مولده بشهر، وقيل بل في السنة الثانية من مولده، وقيل بعد ثمانية وعشرين شهرا من مولده، وأنه كان خرج في تجارة إلى الشام وتوفى بالمدينة وله خمس وعشرون سنة ودفع عليه الصلاة والسلام الى حليمة بنت أبى ذؤيب، وهو عبد الله بن الحارث ابن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن قصية بن نصر بن سعد بن بكر ابن هوازن لترضعه فأرضعته بلبن بنيها عبد الله والشيماء وأنيسة بنى الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن قصية بن نصر بن سعد بن بكر والشيماء التي كان النبي صلّى الله عليه وسلّم عضها على كتفها، وهي تحمله في حال صباه، فلما هزمت هوازن بحنين، واحتوى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم