والآثار، ولا دونه مصنفو الكتب في التواريخ والسير ممن ذكر أخبارهم ووصف أيامهم ممن تولاهم وانحرف عنهم علم أن ذلك لا أصل له ورأيت في سنة ٣٢٤ بمدينة طبرية من بلاد الأردن من ارض الشأم عند بعض موالي بنى أمية ممن ينتحل العلم والأدب ويتحيز الى العثمانية كتابا فيه نحو من ثلاثمائة ورقة بخط مجموع مترجم بكتاب (البراهين في إمامة الأمويين) ونشر ما طوى من فضائلهم أبواب مترجمة ودلائل مفصلة يذكر فيه خلافة عثمان ابن عفان ومعاوية ويزيد ومعاوية بن يزيد ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان ومن تلاه من بنى مروان إلى مروان بن محمد بن مروان بن الحكم، ثم يذكر عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك، وأن مروان بن محمد نص عليه وعهد بالأمر بعده إليه، وينسق سائر من تملك بالأندلس من بنى أمية من ولد عبد الرحمن المقدم ذكرهم، الى سنة ٣١٠.
وذكر عبد الرحمن بن محمد الوالي عليها في هذا الوقت، وهو سنة ٣٤٥ ووصف لكل واحد منهم فضائل ومناقب وأمورا استحق بها الإمامة، ونصوصا على أسمائهم وأعيانهم، وادعى الأخبار المتواترة الجائية مجيء الاستفاضة، وعزى ذلك الى شيعة العثمانية ورجال السفيانية وأنصار المروانية، معارضا لأهل الإمامة وهم جمهور الشيعة في المنصوص والنقل، ومستدلا على فساد أقاويل أصحاب الاختيار من المعتزلة والزيدية والخوارج والمرجئة والحشوية والنابتة، ومناقضا لأصحاب النص على أبى بكر من أصحاب الحديث، والبيهسية من الخوارج والبكرية أصحاب بكر بن أخت عبد الواحد وغيرهم، وأتى بمسائل ومعارضات على من ذكرنا وإلزامات.
وذكر من بعد ذلك أخبارا من أخبار الملاحم الآتية والأنباء الكائنة مما يحدث في المستقبل من الزمان والآتي من الأيام من ظهور أمرهم ورجوع