وفضة وقلع الحجر الأسود ومقدار موضعه ما يدخل فيه اليد إلى أقل من المرفق.
وجرد البيت مما كان عليه من الكسوة. وحمل ذلك على خمسين جملا إلا ما أصابه الدم عند عوذ الناس به فإنه ترك. وذلك يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ٣١٧.
وكان مقامهم بمكة ثمانية أيام يدخلونها غدوة ويخرجون منها عشيا يقتلون وينهبون، ورحل عنها يوم السبت من هذا الشهر، وعرضت له هذيل بن مدركة ابن الياس بن مضر وهم رجالة في المضايق والشعاب والجبال وحاربوه حربا شديدا بالنبل والخناجر ومنعوه من المسير واشتبهت عليهم الطرق فأقاموا بذلك ثلاثة أيام حائرين بين الجبال والاودية.
وتخلص كثير من النساء والرجال المأسورين واقتطعت هذيل مما كان معهم ألوفا كثيرة من الإبل والثقلة. وكانت ثقلته على نحو مائة ألف بعير عليها أصناف المال والأمتعة الى أن دله عبد أسود من عبيد هذيل يقال له زياد استأمن اليه على طريق سلكه فخرج عن المضايق وسار راجعا الى بلده.
قال المسعودي: ونحن نذكر في أخبار الراضي فيما يرد من هذا الكتاب ما كان له من السرايا في أيامه وغير ذلك من أحواله.
وكان مقتل الحسين بن منصور المعروف بالحلاج من أهل مدينة البيضاء من أرض فارس لست بقين من ذي القعدة سنة ٣٠٩ ضرب ألف سوط وقطعت يداه ورجلاه، وضربت عنقه وأحرقت جثته، وذلك في مجلس الشرط ... على سور السجن المعروف بالمترف من هذا الجانب، وكان يوما عظيما لمقالات حكيت عنه في الديانة كثر متبعوه عليها والمنقادون اليها، وكان يظهر التصوف والتأله، وقد ذكرنا فيما سلف من كتبنا ما صح عندنا من مذهبه، وذكره في