سنة ٣٢٩ وله اثنتان وثلاثون سنة وأشهر، وكانت خلافته ست سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام. وكان أسمر، أعين، مسنون الوجه، خفيف العارضين، دحداحا، نحيفا، جوادا، محبا للأدب، حسن الشعر، شديد التضريب بين أوليائه، لاستبدادهم بالأمور دونه، وقصور يده عن تغيير ذلك. فاستوزر محمد ابن على بن مقلة، وولده أبا الحسين على بن محمد وكانا يخاطبان بالوزارة وتخرج الكتب بأسمائهما.
ثم استوزر أبا على عبد الرحمن بن عيسى بن داود بن الجراح، ثم أبا جعفر محمد بن القاسم الكرخي، ثم ابا القاسم سليمان بن الحسن بن مخلد بن الجراح، ثم أبا الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات، ثم أبا عبد الله احمد بن محمد البريدي، ثم سليمان بن الحسن بن مخلد.
وكان نقش خاتمه «الراضي باللَّه» وقاضيه عمر بن محمد بن يوسف، ثم ابناه يوسف، والحسن وحاجباه محمد بن ياقوت، ثم مولاه ذكي ومما ذكر في أيامه من الحوادث العظيمة مسير القرمطى سليمان بن الحسن صاحب البحرين عن الإحساء لاعتراض الحاج في بدأتهم لموسم سنة ٣٢٣ خرج لست بقين من شوال في تسعمائة فارس وتسعمائة راجل، وقسم العسكر نصفين من الجابرية وهي من الإحساء على ثلاثة أيام، فجعل على أحد النصفين أبا عبد الله الحسين بن على بن سنبر ومعاذا الكلابي فساروا قاصدين طريق مكة لطلب أول الحاج وقصد القرمطى القادسية لاستقبال قافلة الشمسية مع لؤلؤ غلام المتهشم، فوقع ابن سنبر بالخوارزمية وغيرهم، وكان رؤساءهم شاذان وابن حاتم وغيرهما بناحية زبالة والعقبة، فأسرهما وغيرهما من أهل القوافل وقتل، وذلك لسبع عشرة ليلة خلت من ذي القعدة من هذه السنة، وانهزم الباقون راجعين يريدون العذيب، ولا علم عندهم أن القرمطى أمامهم،