سنة ٣٠٠ وعدة من خواص أصحابه من القطيفين معه وهم حمدان وعلى ابنا سنبر، وبشر، وابو جعفر ابنا نصير، وهما خالا ولد ابى سعيد المعروف بابن جنان ومحمد بن إسحاق وكانت مدة أبى سعيد مذ ظهرت دعوته بالقطيف وافتتح سائر مدن البحرين وآخرتها هجر إلى ان قتل سبعا وعشرين سنة وقد ذكرنا في كتاب خزائن الدين، وسر العالمين، عند ذكرنا أرباب النحل ورؤساء الملل وما أحدثوه عن الآراء والمذاهب ما ذكره من خالف هذه الطائفة ورد عليهم وحكى عنهم وان هذه الدعوة أحدثت بأصبهان سنة ٣٦٠ وما الغرض بها والمقصد منها وتسليمهم ظاهر الشريعة، وقولهم في تأويل معانيها، وأمرهم المدعو عند أخذ العهد عليه بستر ما يكشفونه له من تأويل كتاب الله، ومنهم من يقول للمدعو عند ذلك استر ما أكشفه لك من تأويل كتاب الله وتأويل التأويل وتبليغه الى مراتب ينتهون به اليها يسمونها البلاغ، وغير ذلك من دعواتهم ووجوه سياساتهم وأسرارهم في ذلك ورموزهم.
وقد صنف متكلمو فرق الإسلام من المعتزلة والشيعة والمرجئة والخوارج والنابتة ممن تقدم كتبا في المقالات وغيرها من الرد على المخالفين، كاليمان بن رئاب الخارجي، وزرقان غلام إبراهيم بن سيار النظام، ومحمد بن شبيب صاحب النظام أيضا، وعباد بن سلمان الصيمري، صاحب هشام بن عمرو الفوطي، صاحب أبى الهذيل محمد بن الهذيل العبديّ العلاف البصري، ومحمد بن عيسى بن غوث، صاحب الحسين بن محمد النجار، وأبى عيسى محمد ابن هارون الوراق، واحمد بن الحسن بن سهل المسمعي المعروف بابن أخى زرقان وغيرهم ممن شاهدناه كأبى على محمد بن عبد الوهاب الجبائي في كتابه في الرد على أصحاب التناسخ والخرمية وغيرهم من أهل الباطن، وأبى القاسم البلخي