فسميت «درفش كابيان» إضافة إلى كابى صاحبها، والدرفش بالفارسية الأولى الراية وبهذه الفارسية «إشفى الخرز» وحليت بالذهب وأنواع الجواهر الثمينة وكانت لا تظهر إلا في حروب عظيمة، تنشر على رأس الملك أو ولى عهده، أو من يقوم مقامه فلم تزل معظمة عند جميع ملوكهم إلى أن وجه بها يزدجرد بن شهريار آخر ملوك الفرس من الساسانية مع رستم الآذرى لحرب العرب بالقادسية في سنة ١٦ على ما في ذلك من التنازع. فلما هزمت الفرس وقتل رستم، صارت هذه الراية الى ضرار بن الخطاب الفهري، فقومت ألفى ألف دينار، وقيل إن أخذها كان يوم فتح المدائن، وقيل يوم فتح نهاوند، وكذلك في سنة ١٩ وقيل في سنة ٢١ فلما تهيأ على الضحاك من كابى ومن اتبعه، أكثر أردشير في عهده التحذير لمن بعده من الملوك من التهاون بما يكون من نوابغ العوام ونساكهم من التجمع والترؤس، وأن ذلك إذا همل فتفاقم آل إلى انتقال الملك وزوال الرسوم وكذلك فعل أرسطاطاليس- في تحذيره الإسكندر في كثير من رسائله- وغيرهما من ذوى المعرفة بسياسة الدين والملك واليمانية من العرب تدّعى الضحاك وتزعم أنه من الأزد وقد ذكرته الشعراء في الإسلام، فافتخر بن أبو نواس الحسن بن هانئ، مولى بنى حكم بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان ابن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، في قصيدته التي هجا فيها قبائل نزار بأسرها وافتخر بقحطان وقبائلها، وهي قصيدته المشهورة التي أطال الرشيد حبسه بسببها، وقيل إنه حده لأجلها وأولها: