للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مثل: سفيان بن عُيينة وأضرابه، فإنه يدلّس عن مثله وعمن هو ثقة صدوق، فإنه يدلّس عن مثل [ق ٧٥] مَعْمر، ومِسْعر، ومالك بن مِغْول، وزائدة (١).

ومثل إبراهيم، فإنه إذا دلّس لم يدلس إلا عن ثقة (٢).

وأما قتادة فقد أكثر عن أنس، وسعيد بن المسيب، وقد سئل شعبة عن تدليس قتادة فقال: قد وقفته على ذلك، فقال: ما سمعته من أنس فقد سمعته، وما لم أسمعه منه فقد حدثني به عنه النضر بن أنس، وموسى بن أنس، وغيرهما من ولد أنس.

وأما إكثاره عن سعيد بن المسيب، فإنه لزمه مدة فقال له: ارحل عني يا أعمى فقد نَزَحْتني أو أَنْزَفْتَني (٣).

والمقصود أن من عُرِف بالتدليس عن غير الثقات وعن المجهولين، فإنه يتوقَّف فيما لم يصرّح فيه بالسماع، ومن لم يُعرف بالتدليس عن الضعفاء والمجروحين لم يتوقَّف في حديثه.

وتدليس المتقدِّمين كأبي الزبير، وإبراهيم، وطبقتهما، خير من تدليس المتأخّرين بطبقات، فلا يُسوّى بين التدليسين، والله أعلم.


(١) انظر «صحيح ابن حبان»: (١/ ١٦١)، و «التمهيد»: (١/ ١٧ - ١٨).
(٢) انظر «شرح معاني الآثار»: (١/ ٢٢٦)، و «التمهيد»: (١/ ٣٧ - ٣٨).
(٣) انظر «الطبقات الكبرى»: (٩/ ٢٢٩) لابن سعد، و «الثقات»: (٥/ ٣٢٢).