وقد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مخنث، فنفاه إلى البقيع. فلما كان زمن عمر رضي الله عنه، استأذنه في الدخول إلى المدينة ليسأل الناس، فأذن له في الجمعة مرة.
حدثنا حميد بن الربيع اللخمي، حدثنا بكر بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن عامر بن سعد، عن سعد بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفى رجلا مخنثا من المدينة فكان كذلك حتى إمرة عمر رضي الله عنه، فكان يرخص له أن يدخل يوم الجمعة المدينة فيتصدق عليه.
حدثنا عمر بن أبي عمر العبدي، حدثنا الحسن بن أبي صالح البجلي، عن عبد الرزاق، عن يحيى بن العلاء، حدثنا بشر بن نمير، سمع مكحولا يقول: حدثنا يزيد بن عبد الله الجهني، عن صفوان بن أمية، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء عمرو بن مرة، فقال: يا رسول الله، إن الله كتب على الشقوة، فلا أراني أرزق إلا من ضرب دفى بكفي، فأذن له في الغناء من غير فاحشة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) لا آذن لك، ولا كرامة، ولا نعمة، كذبت أي عدو الله، فقد رزقك الله حلالا طيبا فاخترت ما حرمه الله عليك من رزقه مكان ما أحل الله لك من خلال. ولو كنت تقدمت إليك لفعلت بك، قم عني وتب إلى الله. أما إنك إن فعلت بعد التقدمة شيئا ضربتك ضربا وجيعا، وجعلتك مثلة، ونفيتك من أهلك، وأحللت