نُؤلفَ في ذلك كتاباً مُوعِبا: على المُدُنِ؛ يَشتمِلُ على الأخبارِ والحكاياتِ؛ ثُم عاقتْ عوائقُ عن بُلوغِ المُراد فيه: فَجَمعنا هذا الكتابَ مُختصراً.
وغَرَضُنا فيه: ذِكْرُ أسماءِ الرجالِ وكُناهم وأنسابِهم، ومن كان يَغلِبُ عليه حِفْظُ الرَّأْي منهم؛ ومَن كان الحديثُ والرَّوايةُ: امْلكَ به، وأغلَبَ عليه؛ ومن كانتْ له إلى المَشرق رِحْلَةٌ؛ وعََّمن رَوى، ومَن أجَلُّ مَن لَقَى؟ ومَن بَلَغ منهم مَبَلَغ الأخْذِ عنه؛ ومن كان يُشاوَرُ: في الأحكام ويُستَفتى؛ ومَن وَلِى منهم خُطَّةَ القضاء؛ و: من المَولِد والوَفاةِ؛ ما أمْكَنني: على حسَبِ ما قَيَّدتُه.
ولم أزل مُهتَمَّاً بهذا الفن، مُعتّنياً به، مُولَعاً: بجَمعِه والبحثِ عنه، ومُسائلة الشيوخ عمَّا لم أعْلَمْ منه -: مِنْ ذلك (بحمدِ اللهِ وعَونِه) ما أمَّلْتُه، وتَقَيَّد في كتابي هذا -: من التَّسمية. - ما لم أعلمْه: يُقَيَّدُ في كتابٍ أُلَّف في معناه، في الأندَلُسِ قَبْلَه.
وتَركنا تَكرارَ الأسانيدِ: مَخافةَ أنْ نَقعَ فيما رَغِبنا عنه -: من الإطالةِ. - وبَيَّناها: في صدْرِ الكتابِ.
فما كان في كتابنا هذا، عن أحمدَ -: دُونَ أن نَنسُبَه. فهو: أحمدُ بن محمد ابن عْبِد البَرَّ؛ أخبرنا به عنه: محمدُ بن رِفاعةَ -: الشيخُ الصالحُ. - في تاريخِه.
وما كان فيه عن خالدٍ، فهو: خالدُ بن سَعدٍ؛ أخبرَنا به عنه: إسماعيلُ بن إسحاقَ الحافظُ؛ في تاريخِه.
وما كان فيه عن محمدً -: دُونَ أن يُنْسَبَ. فهو: محمدُ بن حارثٍ القُرويُّ؛ أخذْتُ: من كتابِه؛ وبعضُه: بخطَّه.
وما كان فيه عن أبي سَعيد، فهو: أبو سعيدٍ عبدُ الرحمن بنُ أحمدَ بن يُونُسَ