٩٣٤ - عَلِيُ بن مُحَمد بن إسَمَعيل محَمد بن بِشْر: من أهْلِ أنْطَاكيَّة. كثِير القِراءآت؛ يُكَنَّى: أبَا الحَسَن. قَدِمَ الأنْدَلس في شهرْ ربيع الآخر سَنَة ثْنَتَيْنِ وخَمْسين وثلاثِ مِائةٍ. فَنَزَل من الخَلْيِفة الحَكَم المُسْتَنصَر بالله ومن الناس مَنْزلة رَفيعَة.
وكان: عَالِماً بالقِرَاءآت رَأْساً فِيها، لَا يَتَقَدَّمهُ أَحد في مَعْرِفَتَها في وَقْته. وقرأْ على إبْرَاهِيم بن عبد الرَّازَأق المُقْرئ بأَنْطَاكِيَّة وجَوَّدَ عَلَيْهِ السَّبْة، وأَخَذَ عَنْهُ عِلماً كَثيراً رِوَاية. وقَرَاَ عَلَى جَمَاعةَ، وَرَوَى حَدِيثاً كَثِيراً عن الشَّامِيّين والمَصْرِيّين وغيْرهم، وأَدْخَل الأنْدَلس عِلماً جَمّاً من القِرَاءَآت.
وكان: بَصِيراً بالعَربِيّة والحِسَاب، وله حَظٌّ من الفِقْه عَلَى مَذْهَب الشافِعي. قَرأَ النَّاس عَلَيه وكَتَبُوا عَنْهُ، وسَمِعُوا منهُ، وسَمِعت أنا منهُ. وكان مولدُه - فيما ذكرهُ - سنةَ تِسْعٍ وتِسْعِين ومِائَتَيْن، بأنْطَاكِية. وتُوفِّيَ (رحمه الله) : بقُرْطُبة يَوْم الجُمُعَة يوم تِسْع وعشرين من رَبيعِ الأوَّل سَنَة سَبْع وسَبْعِين وثلاثِ مِائةٍ، ودُفِن ذَلِك اليَوم بعد صَلاة العَصْر في مَقْبَرِة الرَّبَض. وصَلَّى عَلَيْه مُحَمَّد بن يَبْقَى ابن زَرْبِ القاضِي.
٩٣٥ - عليُ بن شَيْبَان الدَّقَّاق. من أهْل بَغْدَاد من أَصْحَاب ابن مَجَاهد. كان: عَالِماً بالقُرْآن، بَصِيراً بالقِرَاءآت، دَخَل الأنْدَلُس نَحْوَ سَنَة خَمْس وسَبْعين وَثلَاث مِائةٍ. وقرأ عَليْه بَعض النَّاس القُرْآن. سَمِعتْهُ يَقُول: سَمِعْتَ أبِا بَكْرِ بِنَ دُريدٍ، يُنشِدُ: