أخْبَرْنِي العَبَّاس بن أصْبَغ، قَالَ: حدَّثنِي محمد بن قَاسِم، قال: قُلْتُ لأبِي: يا أبَتِ أَوْصِني. فَقَال: أُوصِيك بِكتَابِ اللهِ: فَلَا تَنْسَ حَظَّك مِنْهُ، وأقْرأ منْهُ كُلَّ يومٍ جُزْءاً، واجْعَل ذلك عليك واجباً وإن أرَدْتَ أن تأخذ من هذا الأمْرِ بحظّ - يْعنِي الفِقْهَ -: فَعَلَيْكَ برأْي الشافِعيّ، فإنّي رَأيْتُه أَقَلَّ خَطأً. وَلَمْ يكُنْ بالأنْدَلُس مِثْل قاسم بن مُحَمَّد في حُسْنِ النّظَر، والبَصَرِ، والحُجَّة.
قال أحمد: سَمِعْتُ أَحمد بن خَالِد، ومحمد بن عُمَر بن لُبابَة يَقُولان: ما رَأيْنَا أفْقَه من قَاسِم بن مُحَمَّد مِمَّن دَخَل الأنْدَلُس من أَهْل الرَّحل.
وأََخْبَرَنِي إسْمَاعِيل، قال: أخبَرَني خالد، قال: حَدّثَني مُحَمَّد بن عبد الله بن قاسم الزَّاهد، قال: سَمِعتُ أَبا عبد الرَّحمن بَقِي بن مَخْلَد يَقُول: قاسِم بن مُحَمَّد أَعلم من مُحَمّد بن عبد الله بن عَبد الحَكَم.
وأخبرَني إسْماعيل، قال: أخبرَني خالِد، قالَ: حَدَّثَني أَسْلَم بن عَبْد العزيز، قال: سَمِعتُ مُحَمَّد بن عبد الله بن الحكَم، يَقُول: لَم يقْدم عَلَيْنا من الأنْدَلُس أحد أعلَم من قاسِم بن مُحَمَّد، ولقد عاتَبْتُه في حين انصرَافه إلى الأنْدَلُس، فقُلتُ لهُ: أقِمْ عنْدنا فإنَّك تَعقِدُ هاهُنَا ريَاسَةً، ويَحْتَاجُ الناسُ إليْك. فَقَال: لَابُدّ لِي من الوَطَنِ.
وأخْبرَني إسْماعيل، قَالَ: أَخْبَرني خالد، قال: سمعتُ سعِيد بن عُثْمان الأَعْنَاقِيّ،