ابن رُوَيْط العدل بها، وأبي الجَهْم أحمد بن طلاّب المشْغَرانيّ لقيه بمشْغَرا، وعن أبي عروبة الحسين بن محمد الحرَّاني بِحَرَّان، وأبي العبَّاس أحمد بن محمد بن السَّليم الضرّاب بحَرَّان أيضاً، ومحمود بن محمد الرافقي الأديب بمصر، وجماعة سِوَى هؤلاء من الشاميّين، والمصرييّن.
قَدِم الأنْدَلُس على أمير المؤمنين المستنصر بالله فكان يَجْرِي عليه النزل مع الأضْيَاف، وكان عنده إسناد الشّام. ورَوَى قطعة من الأخبار عن أحمد بن سعيد الإخْيِميمِيّ القُرَشِيّ. ورَوى شعر الصَّنوْبَريّ عنه. كَتَبَ عنه محمد بن حسن الزّبيدي وحَدَّثَنا عنه، وهو دَلّنا عليخ. كَتْبتُ عنه جزءاً من حَدِيثه وأخبَاره. وكان قد كُفّ بصره.
وكان أديباً حسن الأخلاق. سمع منه غير واحد من أصحابنا وممن كتبنا عنه.
وتُوفِّيَ (رحمه الله) : سَنة ستٍ وسَبْعين وثلاثِ مِائَة. ودُفِن في مَقْبَرة أمّ سَلَمة وصلَّى عليه أبو محمد بن الشامة.
١٤٠٥ - محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله حَامِد بن موسى بن العبَّاس ابن محمد بن يَزيد - وهو: الحِصْني الشَّاعر - بن محمد بن مَسْلَمة بن عبد الملك بن مَرْوَان بن الحكم بن أبي العاصي: من أَهْلِ مصر؛ يُكَنَّى: أبَا بكر، ويعرف: بابن الأزْرُق.
خرج من مصر سَنة ثلاث وأربعين وثَلاث مائة، وصار إلى القَيْروَان فامتحن بها مع الشِّيعة وأَقَام محبُوساً بالمهديّة مُعْتَقلاً في دَار البحر ثلاثة أعوام وسبعة أشهر.
ووصل إلى الأنْدَلُس سنة تسع وأربعين فأمر المستنصر بالله بإنزاله، وتَوسّع له في العطاء وأثبته في دِيوَان قُرَيْش.
وكان: أدِيباً حَلِيماً، كتَبَ قطعة من الحَديث عن محمد بن أيّوب بن الصّمُوت، وأبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي مَطَر، وأبي بكر محمد بن الحسن بن محسن الفِهرْيّ