سَمِعَ: من محمد بن فُطَيْس الإلبيريّ: واضِحَة عبد الملك بن حبيب وغير ذلك. وكان: عاَلماً بالنّحو، واللغة، شاعراً، مطبوعاً، كثير الشّعر، بصيراً بالكلام والحجة. تُوفِّي (رحمه الله) : بِشِريِش سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة.
أخبرني بذلك يوسف بن محمد الشذُوِني. وكان قد صحبه وأخذ عنه.
١٤٥٤ - مُنذِر بن سعيد بن عَبْد الله بن عَبْد الرَّحمن بن قَاسِم بن عَبْد الله البَلُّوطي ثم الكزني، من أهل قُرْطُبَة؛ يُكَنَّى: أبا الحكَم، وينسب في البَرْبَر في فَخْذ منهم يُقَالُ لهم: كزنة.
سَمِعَ بالأنْدُلس: من عُبَيْد الله بن يحيى وغيره. ورحل حاجاً سنة ثمان وثلاث مائة فأقام في رحلته أربعين شهراً. فأخذ بمكة: من آبن المُنْذِر كتابه المؤلف في الاختلاف المسَمّى: كتاب الأشراف وأخذ من غيره.
ورَى بمصر: كتاب العين، عن أبي العبَّاس بن ولاّد، وسمع: من آبن النحاس. وكان مذهبه في الفقه مذهب النظار والاحتجاج، وترك التقليد.
وكان: عالماً باختلاف العلماء، وكان يميل إلى رأي داود بن عليّ بن خلف العبَّاسي ويحتج له، وولى: قضاء مدينة مَارِدَة وما والاها من مدن الجوف، ثم ولى: قضاء الثغور الشرقية، ثم قُدِّمَ إلى قضاء الجماعة بقُرْطُبَة بعد محمد بن أبي عيسى. وذلك يوم الخميس لخمسٍ خَلَوْن من رَبيع الآخر سَنَة تسع وثلاثين وثلاث مائة وولى: الصَّلاة بمدينة الزهراء، فلم يزل قاضِياً إلى أن تُوفِّي؛ ولم تحفظ له قضية جَوْر، ولا جُرِبَتْ عليه في أحكامه زلّة.