وعلي رضي الله عنهم، فأبو بكر سنتان وثلاثة أشهر، وعمر عشر سنين وستة أشهر، وعثمان اثنتا عشرة سنة، وعلي أربع سنين وتسعة أشهر ويكملهما ثلاثين بيعة الحسن بن علي ستة أشهر، وأول ملوك الإسلام معاوية رضي الله عنه، وهو خيرهم وأفضلهم ثم كان بعده ملكا عضوضا إلى أن جاء عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، فعده أهل السنة خليفة خامسا لسيره بسيرة الخلفاء الراشدين.
[الدليل على خلافة الأربعة جملة]
س: ما الدليل على خلافة هؤلاء الأربعة جملة؟
جـ: الأدلة عليها كثيرة لا تحصى، فمنها حصر مدتها في ثلاثين سنة فكانت مدة ولايتهم، ومنها ما تقدم من تفضيلهم على غيرهم وتفاضلهم على ترتيب خلافتهم، ومنها ما روى أبو داود وغيره عن سمرة بن جندب أن رجلا قال:«يا رسول الله إني رأيت كأن دلوا أُدلي من السماء فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب شربا ضعيفا، ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع، ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ثم جاء علي فأخذ بعراقيها فانتشطت وانتضح عليه منها شيء»(١) ومنها وهو أقواها إجماعًا من يعتد بإجماعهم على
(١) (إسناده فيه ضعف) رواه أحمد (٥ / ٢١) ، وأبو داود (٤٦٣٧) ، والطبراني (٦٩٦٥) ، وابن أبي عاصم (١١٤١) وفي سنده عبد الرحمن الجرمي ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ في التقريب: مقبول، وقال الذهبي: ما حدث عنه سوى ولده أشعث. وقال الألباني: فيه جهالة، وضعف إسناده.