للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف: ١٧٢] فقال عمر بن الخطاب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه حتى استخرج منه ذريته فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون» (١) . الحديث بطوله، وفي الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان فقال: «أتدرون ما هذان الكتابان» ؟ فقلنا، لا يا رسول الله، إلا أن تخبرنا. فقال للذي في يده اليمنى: «هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيه ولا ينقص منهم أبدا» (٢) فقال أصحابه: ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فرغ منه؟! فقال: «سددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل، وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل» ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فنبذهما ثم


(١) (صحيح) رواه أحمد (١ / ٤٤، ٤٥) ، وأبو داود (٤٧٠٣، ٤٧٠٤) ، والترمذي (٣٠٧٥) ، والحاكم (٢ / ٣٢٤، ٣٢٥) ، والسنة لابن أبي عاصم (١٩٦، ٢٠١) ، وقد سكت عنه الإمام أبو داود، وقال الترمذي: هذا حديث حسن وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال الشيخ الألباني بعد أن ساق طرقه في الصحيحة (١٦٢٣) : وجملة القول أن الحديث صحيح بل متواتر المعنى كما سبق، اهـ.
(٢) (حسن) رواه أحمد (٢ / ١٦٧) ، والترمذي (٢١٤١) وقال: هذا حديث حسن صحح غريب، وقال الشيخ شاكر: إسناده صحيح، وقد حسن إسناده الشيخ الألباني في الصحيحة (٨٤٨) .

<<  <   >  >>