للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

روايته تلك الآثار في حق أبي حنيفة، وهو قد رواها بأسانيدها، وغالبها صحيح الإسناد؟ !

الوجه الرابع: أن عبد الله بن الإمام أحمد، لم ينفرد برواية تلك الآثار، بل رواها معه جماعة من حفاظ المسلمين، كالحافظ يعقوب بن سفيان الفسوي (ت ٢٧٧ هـ) في كتابه العظيم " المعرفة والتاريخ " (١ / ٧٧٩ - ٨٠٣) و (٣ / ٢١) و (٢ / ٢٧٧ و٧٨٥) وهو متقدم على عبد الله.

ورواها أيضا، حافظ العراق، بل حافظ المشرق: أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت ٤٦٣ هـ) في تاريخه " تاريخ بغداد " (١٣ / ٣٢٣ - ٤٢٣) وغير هذين الإمامين، فلم يحمل على عبد الله، ويترك غيره؟ !

الوجه الخامس: أن هذا الزيدي المنصف المالكي! يتباكى - بزعمه - على انتقاص بعض الأئمة المتقدمين لأبي حنيفة، بينما ينتقص - هو - عشرات الأئمة، ممن تكلموا في أبي حنيفة، وهم أعلم وأعظم منه! كالإمام مالك بن أنس، وعبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، والثوري، وغيرهم.

ومراده ليس الدفاع عن أبي حنيفة، وإنما الطعن في أولئك، متسترا بذلك.

الوجه السادس: أن هذا المنصف! يعيب الطعن في الحنفية، وينتصر لهم بزعمه، وهو يرميهم بالتجهم! فقد زعم المالكي في كتابه ص (١٠٦) أن في كتاب عبد الله بن الإمام أحمد: (أن استقضاء الحنفية على

<<  <   >  >>