والجواب من وجهين: أحدهما: صحة القولين، فإن من عطل صفات الله - عز وجل - الذاتية والفعلية خشية تشبيه الله عز وجل - بزعم أهل البدع - بالمخلوقات الحية، ونفى لذلك كلام الله، وقال بخلق القرآن، فقد جعل إلهه جمادا؛ لسلبه جميع الصفات، ووصفهم له بأوصاف الجمادات، فهم مشابهون لعباد الجمادات كالأصنام وغيرها.
الثاني: أن هاتين الجملتين لإمامين كبيرين، أولاهما لهارون بن معروف المروزي رحمه الله (ت ٢٣١ هـ) ، والأخرى لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت ٢٢٤ هـ) ، وهما ليسا بحنبليين.
[فصل في زعمه أن عبد الله بن أحمد ظلم الجهمية حين قال من زعم أن الله لا يتكلم فهو يعبد الأصنام]
فصل قال المالكي ص (١٤٦) : (وقد عنون عبد الله بن أحمد عنوانا في كتابه " باب من زعم أن الله لا يتكلم فهو يعبد الأصنام ") اهـ.
وهذا والله حق، وقد تقدم بيان معناه، وصحته في سابقه.
[فصل في زعم المالكي أن ما قدمه من افتراء الحنابلة على خصومهم جزء يسير مما عنده]
فصل قال المالكي ص (١٤٦) : (وغير هذا مما لا يمكنني حصره، ولم أشأ أن أتتبعه) اهـ.
والجواب: أن المالكي قد اجتهد في الكذب والافتراء على الحنابلة، ولم يظفر - مع