للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل هم كغيرهم من المؤمنين، يحصل منهم تقصير وتفريط، وأفعالهم السابقة، كفيلة - بمشيئة الله ورحمته ورضوانه - بإزالة ما قيل إن صدقا، وإن كذبا، وكما قال الأول:

من ذا الذي ترضى سجاياه كلها ... كفى المرء نبلا: أن تعد معايبه

الثالث: أن زعمه أن الأحاديث الصحيحة قد جاءت بذمهم فكذب، ولم يصح في ذلك شيء، عدا ذم الحجاج بن يوسف الثقفي (ت ٩٥ هـ) ، ولم يكن أمويا! وإنما كان عاملا لهم، استعملوه على العراق، ولم يوفقوا في اختياره. قال الإمام العلامة الكبير أبو عبد الله ابن قيم الجوزية في " المنار المنيف، في الصحيح والضعيف " (ص ١١٧) : (وكل حديث في ذم بني أمية: فهو كذب) اهـ.

الرابع: أن ما صح من الآثار الصحابية والتابعية، في ذم بني أمية: فلكون ميزانهم عزيزا، ولسان منجمهم رفيعا دقيقا، أحسوا بفرق حالهم في خلافة الخلفاء الأربعة الراشدين، عمن جاء بعدهم مع ما حصل من بعض بني أمية من معاصي وجور، لم يكن في عهد من قبلهم.

وكان بعض ذم أولئك الأئمة في الزمان، لا في الأعيان، لدخول المولدين في الإسلام، وما قدموا به معهم إليه، فأزالوا ثوابت، وأحدثوا حوادث.

<<  <   >  >>