وعلي رضي الله عنهما، وتكفير المعتزلة وأضرابهم، لمعتقدي اعتقاد السلف الصالح رضي الله عنهم، وفي هذا يقول الإمام الكبير أبو عبد الله ابن قيم الجوزية في "الكافية الشافية":
وخصومنا قد كفرونا بالذي ... هو غاية التوحيد والإيمان
الوجه الثاني: أن الحنابلة وأهل السنة جميعا، قد كانوا ضعفاء، تسلطت عليهم المعتزلة في عهد الخليفة العباسي المأمون، وأعملوا سيوفهم في رقابهم، وجلدوا ظهورهم، وسجنوهم، وآذوهم فعظم بلاؤهم: ولم يمنعهم ذلك أبدا، أن يكفروا المعتزلة، وجميع من قال بقولها بخلق القرآن.
بل قد كفر الإمام أحمد رضي الله عنه، بعض مجادليه من المعتزلة، في مجلس المعتصم، وأمام نظره وسمعه.
وتعاقب على تعذيب الإمام أحمد رضي الله عنه، ثلاثة خلفاء من بني العباس، وطال عذابه، وطال سجنه، فلم يختلف قوله الأول عن قوله الأخير، ولم يزده ذلك إلا ثباتا، ورفعة في الدارين.
فأي قوة كانت لأحمد حينذاك؟! وأي ظهور؟!!
وكذلك كان حال أتباعه من معاصريه، ومن بعدهم إلى "شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم وغيرهم، كانوا ضعفاء تسلط المبتدعة عليهم بالسلاطين، وسجنوا وأوذوا، وحصل لهم